المناسبة مناسبته، والحركة حركته، والجمهور جمهوره، إنه رئيس حركة أمل ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وقف عصر يوم الثلاثاء الماضي في الواحد والثلاثين من شهر آب للعام الحالي في ساحة القسم في مدينة صور في الذكرى الثمانية والثلاثين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر يتباكى على أطلال الغياب الطويل للسيد، ويستجدي من محرومي حركة أمل الحلول لمشاكل دولته المتعثرة وازماتها المتفاقمة، ويطالب بسرعة إجلاء ملابسات قضية الصدر التي طال انتظارها دون الحصول على أية معلومة من اي جهة تضع حدا للجدل القائم بين الغياب والوفاة للسيد الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.
فالرئيس نبيه بري وهو حامل الأمانة من صاحب الأمانة لا زال على العهد، ولم ينحرف قيد أنملة عن موقفه الثابت منذ إخفاء السيد الصدر بالمطالبة من الجهات المعنية بجلاء ملابسات هذه القضية، إذ أكد في كلمته /إننا لم نسمح بتجارة مفتوحة او بتطبيع العلاقات مع أي طرف ليبي قبل تعاون الجميع الثابت معنا في هذه القضية /، داعيا الحكومة اللبنانية رئيسا ووزراء إيلاء هذه القضية الاهتمام اللازم والأولوية المطلقة وتقديم الدعم المناسب للجنة المتابعة الرسمية. 
ولم ينس بري أن يتشكر الأجهزة الأمنية اللبنانية وخصوصًا الأمن العام مع مطالبتها بمضاعفة جهودها واستثمار علاقاتها مع الأجهزة الأمنية العربية والاجنبية لتبادل المعلومات بشأن قضية احتجاز حرية الإمام ورفيقيه وبما يخدم التحقيق. 
وطالب جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة وسائر المنظمات العالمية ذات الصلة والمعنية ببذل جهد حقيقي ملموس في هذه القضية لأن الإمام الصدر كان يحمل في قلبه لبنان وفلسطين وقضايا العرب واحدة بعد الأخرى والوحدة العربيه والعمل العربي المشترك. 
وفيما أوضح الرئيس بري عندما قال أنه رغم المزايدات والكلام المر والجارح وعمليات البيع والشراء على حساب قضية الصدر فإنه أكد على أن هذه القضية هي قضية وطنية وعربية وإسلامية وقضية العصر ومشددا على أنه /لم يثبت لدينا ولا لدى اي جهة لا في ليبيا بعد الثورة ولا في لبنان ولا علنا ولا سرا أن حياة أحد الاحبة الثلاثة قد إنتهت / ولفت إلى أن كل ما أشيع حول قضية الإمام الصدر لا يمت للحقيقة بصلة وهو نسيج خيال بعض الأقلام المأجورة التي تزعم أننا نخفي أمورا ما. 
وأكد بري على متابعة المسيرة عندما قال /لقد حملنا أمانة السيد موسى الصدر بالسعي إلى تحريره وتحرير لبنان ورفع الحرمان. 
وتابع مخاطبا صاحب الذكرى /علمتنا ان التصدي للفتنة بالوحدة والوعي والحفاظ على صيغ التعايش، وكم علمتنا أن نحترم الوطن والمواطن والمواطنية وحدودنا السيادية/. 
وعن قضية هنيبعل القذافي قال بري ان قضيته محض قضائية وعدلية، وبعد توقيفه استمع إليه القضاء بصفة شاهد. فباح بمعلومات وتكتم عن أخرى. 
لا شك أن الرئيس نبيه بري وهو السياسي المخضرم والمشهود له بتدوير الزوايا والقادر على امتصاص النقمة في الأزمات والذي يجمع بين السلطة الرسمية والسلطة الحزبية، فإنه استطاع أن يجعل من قضية الإمام الصدر صورة تذكارية في الوجدان الشيعي، إلا أن ذلك كان على حساب الأمانة التي تصدى لحملها، إذ أنه ومن بديهيات الأمور أن الوفاء للأمانة لا يتحقق بالاكتفاء بساعة من كل عام يقف حامل الأمانة ليستذكر صاحب الأمانة ببعض من أقواله وكلماته وعباراته الشهيرة يخدر بها الجمهور الغائب أصلا عن الوعي والمأخوذ بالمشاهد الاستعراضية، بل أن الوفاء للأمانة يقتضي ولو بالحد الأدنى مصارحة محرومي السيد موسى الصدر بحقيقة التطورات التي مرت بها قضية قائدهم وسيدهم وامامهم، لا المتاجرة بالقضية، وإذا كان هناك من موانع تحول دون كشف الحقائق. فالامانة تقتضي الافصاح عن ذلك، وإلا فليتم تقييد قضية الإمام الصدر ضد مجهول. لأن الضرب في الميت حرام...