قد تختلف قصص استدراج الرجال والايقاع بهم في بدايتها من حيث الشكل، الاسلوب أو الطريقة فقط، لكنها لا تلبث بعد فترة وجيزة من الوقت أن تتطابق، طالما هشاشة عقول البعض من شبابنا لا زالت تجد من يستغلّها جيداً ويوقعها في شراكه ناهيك عن الكبت الجنسي الكفيل بأن يضع اي رجل على لائحة ضحايا "الابتزاز الجنسي".

قصّة ربيع – اسم مستعار، تُقابلها عشرات لا بل الاف القصص المشابهة التي لا يتجرّأ ضحاياها على البوح بها أو الابلاغ عنها. بدأت مع تلقّيه طلب اضافة على "فايسبوك" من فتاة تدعى سلوى، من الجنسية التونسية، تعيش وتعمل هناك، أو أقله هكذا عرفت عن نفسها وادعت في حديثها.

سلوى المزعومة حدّثته لدقائق قليلة حتى عرضت عليه بعد أخذ ورد ان ينتقلا الى مرحلة المحادثة عبر "الكاميرا". رضخ الاخير أمام طلب تلك الفاتنة النحيلة، ممشوقة القوام كما تظهر في صورها وبدأ لقاء الدقائق الاولى عبر الكاميرا واذ بسلوى تلك تتعرى تماماً وتقوم بملامسة الأماكن الحميمة من جسدها عارضةً عليه ان يتعرى ايضاً ويمارسا الجنس ولو عن بعد.

سلوى والعصابة التي تتلطى ورائها، أوقعوا ربيع في مصيدة الابتزاز الجنسي الإلكتروني، فبعد ان أطفأ الكاميرا بدقائق فوجئ برسالة صوتية تصله مسجلة بصوت شاب يتبعها رسالة نصية اخرى بفارق ثوانٍ، اما فحوى الرسالتين فكان التالي: "من آخر تحول لي 2000 دولار احذف المقطع وتروح تعيش بكرامتك، كلام رجال لو بدك فضيحة راح خل كل ناس تشوف فضيحتك".

بين وقع الصدمة والخوف من الفضيحة التي يستعد للتعايش معها و"خربان البيوت" على حد قول ربيع، سارع الاخير الى حذف سلوى من حسابه وحظرها حتى لا تتمكن من مراسلته مجدداً أو تهديده. حاول ان يغض النظر عما حصل ويتناسى لدقائق ما سينتظره في حال اكتشف امر المقطع الاباحي المصور الا انه فوجئ مجدداً باتصال من احدهم، يفيد بان شريطاً اباحياً بطله "ربيع" تم نشره عبر "فايسبوك" و"يوتيوب" لوقت قصير ثم تم حذفه، أي أنّ الرجل الذي يتضح من لهجته انه غير لبناني، ويرجح ان يكون تونسي يتواجد خارج الاراضي اللبنانية باشر بتنفيذ تهديده والآتي أعظم..

وعليه، يؤكد الضحية انه لن يخضع للابتزاز المادي لكنه يتخوف في الوقت عينه من ان يتقدّم بدعوى قضائية لملاحقة المشتبه بهم او الجهة التي تبتزّه فيُفتضح أمره، وفي كلتا الحالتين سواء رضخ للابتزاز المادي او رفضه المسألة لم تنته هنا فهناك قنبلة موقوتة بحوزة عصابة محترفة قد تنفجر بين لحظة وأخرى لتذهب سمعة الاخير وحياته الاجتماعية والعائلية ضحيتها.

وهنا لا بد من الذكر ان مديرية قوى الأمن الداخلي نجحت في كشف هذا النوع من العصابات الناشطة إلكترونياً وتوقيف عدد لا يستهان به من افرادها فضلاً عن التحذير مراراً وتكراراً من الوقوع ضحية هذا النوع من العصابات.

ليبانون ديبايت