أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في تصريح له بعد لقائه مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان أن "التشاور دائما مع المفتي ضرورة وطنية، بطبيعة الحال انه مركز اعتدال رئيسي واساسي وقادر على تصويب الامر بكل البلد ولصالح كل اللبنانيين"، مشيرا الى أنه "جرى خلال اللقاء التشاور بكل التطورات السياسية التي حصلت في المدة الأخيرة، وحالة الضياع".
ولفت المشنوق الى أنه "جرى خلال اللقاء الاتفاق أن الكلام السياسي يجب ان يكون جامع، ويجب ان يكون قادر على الاستيعاب، ويجب ان يكون منصف لكل الناس، لان أي كلام سياسي يأخذ طابع المواجهة يزيد الانقسام في البلد في ظرف نمر به بصراحة صعب جدا، صعب جدا بجميع الأوجه، الازمة الدستورية من جهة، الوضع الاقتصادي من جهة ثانية، الحمد لله الجانب الأمني مضبوط، وقادر الجيش والقوى الأمنية على منع أي تطور سلبي إيجابي في أي منطقة من لبنان، وان هذه الحكومة الذي سماحته يوصي دائما بمزيد من تماسكها، وبمزيد من انتاجيتها، وبمزيد من قدرتها على العمل، وبمزيد من الالتفاف على رئيس الحكومة، كذلك يجب ان تأخذ بعين الاعتبار حساسيات كل الأفرقاء، والتعامل معها بهدوء وبروية وبدون حدة، الشيء الذي يساعد على تمرير المرحلة الصعبة التي نمر بها".
وردا على سؤال حول سببه غيابه عن جلسة الحكومة الأخيرة، قال: "غيابي قلت انني ساضع أسبابه بتصرف رئيس الحكومة، وحقيقة انا لم ابحث مع دريان بهذا الموضوع، المطروح بالنقاش الجدي والخلاف بالموضوع الحكومي هو عنواني، هل الأولوية للخلاف حول التمديد لقيادات عسكرية او الأولوية لانتخاب رئيس؟"، مؤكدا أن "موقفنا المبدئي من اللحظة الأولى هو ان قائد الجيش او مدير عام قوى الامن الداخلي لا يجوز ان يتعينوا قبل انتخاب رئيس للجمهورية، لانه عمليا هما اللذين سيعملان معه لمدة سنوات، ست سنوات، وهو يجب ان يكون شريك باختيارهم لانهما سيعاونوه لفترة طويلة جدا".
وشدد على أن "الأولوية الآن هي انتخاب رئيس وليس للخلاف على أي موضوع اخر، فاذا كان هناك من جهد يبذل او خلاف او اتفاق فتحت عنوان واحد هو انتخاب رئيس جمهورية، زائد ان الوضع الأمني يعني قائد الجيش استطاع ان يقوم بعمل جدي بهذه المسألة بكل المواقع الأمنية التي تهدد الوضع في البلد، وبخطة تكلمت عدة مرات عنها بانها ذكية وجدية، ولكن هذا لا يمنع ان النقاش يجب ان يكون هادئ حول كل المواضيع"، مؤكدا أنه مصمم على "الغاء رخصة "حماة الديار" وهذه مسألة أرسلتها للامانة العامة لمجلس الوزراء، بالعكس كل التقارير الأمنية اكدت مخاطر هذه الجمعية وانها باتجاه عسكرة من جهة، وباتجاه انها بطبيعة الحال ستشجع اخرين على اعمال مماثلة، وتستفز الناس وتستنفرهم في وقت نحن بأمس الحاجة الى ان نهدئ لا ان نستنفر ولا نستفز".
واستقبل المفتي دريان نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي الذي اطلعه على اوضاع الصحف التي تعاني من ضائقة مالية مما يهدد بتقليص عدد موظفيها او التوقف عن الصدور وطلب من سماحته مساعدته مع المعنيين في معالجة الامر ومؤازة الصحف التي لها تاريخا في لبنان والعالم العربي وهي تشكل دور وطنيٌ مهمٌ في تعزيز الحرص على الوحدة الوطنية، وصيانة مُقَوِّمات العيش المشترك بين اللبنانيين، وإبراز دور لبنان العربي وتضامُنه معَ أشقائهِ العرب