إستمع اللبنانيون عصر أمس إلى الكلمة التاريخية لرئيس مجلس النواب نبيه بري في الذكرى الـ 38 لجريمة اختطاف الامام موسى الصدر، ولئن كانت الكلمة عن الإمام الصدر كرمز وقضية إلا أنها حملت أكثر من موقف على الصعيدين المحلي والإقليمي حيث تميزت الكلمة بمواقف عدة أعلنها الرئيس بري ترتبط بالأحداث محليا وعربيا وإقليميا.
ومرة جديدة يثبت الرئيس نبيه بري انه رجل دولة مقتدر ويثبت أنه الأول بين حكماء لبنان وأن البلاد بأمسّ الحاجة إليه وإلى أمثاله بالفكر والخطاب والرؤية والروية، إذ استطاع أن يقول كلمته ويعبر عن مواقف المسؤولية بكل حكمة وروية وشجاعة.
ما قاله الرئيس بري بالأمس في الذكرى الثامنة والثلاثين لجريمة تغييب الإمام موسى الصدر، هو في الواقع لسان حال كل لبناني وطني مخلص ويبحث عن ديمومة لبنان واستقراره وعيشه الوطني الواحد والموحّد.
ولا يمكن إلا مشاركة الرئيس بري مواقفه المتمسكة بالنظام والدستور والدولة ومؤسساتها ورفض التعطيل في كل مستوياته. كما الاصرار على تثبيت ركائز الأمن الوطني من خلال تدعيمه بالحوار وبالعمل على انتاج تسوية كبرى تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، باعتبار ذلك هو الباب الموصل الى باحات الانفراج وساحات التلاقي والعودة الى إنعاش الجمهورية وأهلها ومؤسساتها الدستورية والشرعية كما تحصين الكيان في الإجمال في وجه رياح الشر والشرذمة والإرهاب والترهيب.
وعدا ذلك، فإن التحية واجبة للرئيس بري لأنه، بكل صراحة ووضوح ومباشرة، لم يستغل مناسبة وطنية جامعة من أجل التحريض بل بنى مواقفه على الواقعية والمسؤولية فتحدث إلى اللبنانيين كل اللبنانيين وتحدث إلى غير اللبنانيين متناولا كل الملفات التي أضحت المواقف منها ضرورة وأضحت معالجتها حاجة ملحة فمن السياسة الى الاقتصاد الى البيئة إلى العلاقات الخارجية للبنان مع محيطه العربي والإقليمي، كانت كل هذه المواقف مواقف الرجل القادر على قيادة أمة و شعب و بلد مثل لبنان .