في 31 آب يستعيد بحر صور موجه وفوجه وأمله ومده وجذره  وقسم صخره وصخب الجنوب ونبض الحرمان وصلاة الغائب خلف النبيه حامل الأمانة ومشروع رفع الحرمان عن كل محروم من صيادي صور الى مزارعي عكار وما بين المنطقتين من فقراء يتوسدون أذرع الشوارع والأحياء من ضواحي بيروت  والمخيمات الى ساكني المقابر في الشمال .
انه الموعد الذي يتجدّد في كل عام مساحة للإيمان بما آمن به المؤسس السيد موسى الصدر من أن لبنان وطن وليس محط رحال ودولة وقانون وليس مزرعة وشريعة غاب أو مرتع للصوص الهيكل في أماكن العبادة ومصدر للحب والتعايش والاختلاط المؤدي الى حضارة إنسانية كما آمر الله الناس في التعاطي باللين والحُسنى والتعارف المفضي الى جوهر التلاقي على خدمة الإنسان . ومن أن لبنان عربي تاريخاً وحضارة وثقافة وانتماءً وجزء ًمن التشكيلات الدولية وعضواً فاعلاً فيها كما هو رائد في التشكيلات الاقليمية والعربية ومساهم في الوحدة وشريك فعلي في القضايا القومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية على قاعدة النضال السلمي والعسكري من خلال تشكيل استراتيجية عربية على أن يكون الجنوب ولبنان رأس حربة وفي مقدمة الذاهبين الى فلسطين .
هكذا يتجدد الحلم في 31 آب ويكون الموعد فرصة للعودة الى الجذور والينابيع الى الميثاق وحركة الأنسان فيه وسعيه به نحو الله باعتماد الكفاءة والنزاهة في الوظيفة والخدمة العامة وقطع طرق المحسوبيات والممرات المشبوهة للتوظيف وتزوير الارادات افساحاً في المجال أمام التجار للتجارة بالعباد والبلاد وارهاقها وإغراقها في برك من الفساد الذي يهدم كل أمل في الاصلاح والتغيير .
بشر البحر في الصور سيرمون من جديد أحجار التقوى على الشياطين الجُدد وسيرجمون أبالسة العصر الذين انتشروا كالجراد باسم السياسة والدين ممن قال عنهم الله في كتابه العزيز : 
)وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ* وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ والله لا يحب الفساد وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ *) سورة البقرة 204 الى 206
في 31 آب سيطل موسى الصدر بعصاه ليأفك حيات تسعى بسُمها لتسمم العقل الذي راهن عليه الإمام كي يكون المشعل الذي سيطفأ بنوره نار الحرمان المشتعل في يباس الناس من كل الطوائف منذ أن حكمه الأتراك والفرنسيون والموارنة "الفريسون " والسوريون وحكوماتهم المتلاحقة وصولاً الى اللحظة التي تتسع فيها دائرة الحرمان بعد أن أثبت النظام الطائفي فشله وعدم قدرته على حماية الدولة من مهدميها في الداخل والخارج وعدم قدرته على توفير سُبُل الحياة للبنانيين الذين يستحقون ولو لمرة واحدة أن يعيشوا شرفاء في احتياجاتهم الخاصة والعامة بعد أن قدموا وعلى مدار التاريخ اللبناني تضحيات كبيرة ليصلوا الى مستوى العيش اللائق في بلد تتوفر فيه الماء والكهرباء والطبابة والتعليم وابسط ما هو موجود في بلاد تفتقر الى ما يمتلكه لبنان من ثروات متعددة المصادر .
سيطل السيد موسى الصدر من خلال الرئيس نبيه بري الذي أثبت أنه الأمين على ما بدأه الامام الصدر وسيكون حضوره استفتاءً جديداً على موقع الطائفة الشيعية كرافعة للوطن لا كمعول لتهديم الدولة وعلى دورها الريادي والطليعي في تثبيت السلم الأهلي وحماية العيش المشترك والتمسك بالهوية العربية بُعداُ وفضاءً ومساحة فعل ومجهود لخير الأمّة العربية ولصالح شعوبها ونصرة قضاياهم في تحسين شروطهم الاجتماعية والسياسية .
 31 آب يوم تاريخي للإمام موسى الصدر وللرئيس نبيه بري ولحركة أمل ولمدينة صور التي تتسع للتنوع الطائفي وتحمي تعدديتها كونها كنزها الثمين وإرثها الحضاري وأبجديتها التي تحترس وتتغنى بها . ماذا سيقول نبيه بري في ذكرى سيده وسيد الطائفة وإمام المقاومة والوطن ؟ اسمعوا جيداً واقرأوا ما بين السطور وبالأخضر ..