تمهيد: تصاعدت لهجة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بالأمس، عندما ضاعف اللّعن والشّتم بحقّ الذين عابوا عليه أول أمس تعرضه باللعن على معارضي سياسة تياره بالنسبة للتمديد للقيادات الأمنية، وعاد إلى تصعيد خطاباته "الفاشية" التي تنضح طائفيةً وحقداً، والتي درج عليها منذ عامٍ مضى، أي منذ تولّيه قيادة تيار "عمه" الجنرال ميشال عون. أولاً: تصاعد اللهجة الفاشية- الطائفية.. أمام الشغور الرئاسي والشلل التشريعي، والاعطاب الخطيرة في بُنية الحكومة وآليات المعقدة والمضطربة، يطيبُ لقائد التيار مخاطبة "جمهوره" بعبارات فاشية- طائفية، فيُنصّب نفسه حامي حمى المسيحيين المضطهدين والمهمشين والذين لا ينفكّ "الغول المسلم" مُمعناً في نهش لحمهم في المناصب والوظائف والمواقع القيادية، ويتوهم أنّ هذا هو السبيل الوحيد لاستنهاض الفئات المسيحية "المهضوم حقها"، ويُصوّر لها أنّه بطل المرحلة الفاشية الحالية، وهي مرحلة واقعة يطال ضررها جموع الشعب اللبناني، لكن باسيل يعتقد أنّ حلها بالصيغ الفاشية التي يبتدعها تياره، من مقاطعة جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، وصولاً إلى مقاطعة جلسات الحكومة، إلى التهديد بالعصيان المدني والنزول للشارع، إلى ما لا تُحمد عواقبه فيما بعد، ضارباً عرض الحائط تجارب المغامرات الديكتاتورية الفاشية والعسكرية التي اختبرها اللبنانيون جميعاً، ولحسن الحظ، باءت جميعها بالفشل، ذلك أنّ المغامرات والمقامرات تُدمّر الحقوق "المشروعة" بدل أن تحميها. ثانياً: الإتكاء على الدعم الشيعي.. راهن التيار الوطني الحر طويلاً ، على الدعم الشيعي غير المحدود، فرفع سقف مطالبه، وجاهر بأهليته لانتزاع حقوق المسيحيين "المهدورة" وذلك حتى الأمس القريب، إلاّ أنّ حزب الله، ولحسابات مُغايرة، لم يُجاري حليفه "المدلّل" هذه المرة، وحضر جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، ذلك أنّ الحكومة هي "ورقة التين" الباقية لستر عورات النظام السياسي المتهالك. والرئيس بري يعرف ذلك جيدا، لذا دعم رئيس الحكومة وأيّد انعقاد الجلسة الحكومية.

 صحيح أنّ الوزن السياسي لمعارضة النظام في الحضيض، إلاّ أنّ هذا لا يمنع القوى الحية في هذا المجتمع، أينما وُجدت ،في التركيبات الحزبية، والتركيبات الطائفية وشبه الطائفية، والتركيبات الإقطاعية وشبه الإقطاعية، أن ترفع الصوت وتحتجّ ضد هذا النهج الفاشي- الطائفي الفجّ، والذي يقوده ويُمثّله تيار جبران باسيل، التيار الذي يحجز مقعد الرئاسة شاغراً إلى أجلٍ غير مسمّى ، ويتلاعب بمصير الوطن، ثم يتصدّى زوراً وبهتانا لحماية حقوق المسيحيين "المهدورة"، وهي مهدورة فعلاً، إنّما مع حقوق المسلمين والعلمانيين والفئات الكادحة والموظفين وكل من يملك، أو لا يملك مرقد عنزة في لبنان، وذلك بفضل سياسة هذا التيار وحلفائه عندما يدعمونه وعندما يدعون بخفر لمراعاة خاطره، دون مراعاة مصالح الوطن بفئاته الشعبية المتضررة من هذا النظام وأركانه، هذا الشعب الذي ضاق ذرعاً قبلكم بهذه الدولة "العاجزة" عن تلبية مطالبكم بالمزيد من النّهب والسّرقات، في حين تتركز مطالبه على إنجاز السيادة الوطنية، وقيام المؤسسات الشرعية بدورها الطبيعي، ومحاربة الفساد وملاحقة المفسدين والمرتشين وتجار "الوطنيات الفاشية" المنفلتة من عقالها، على مساحة الوطن بكامله.