أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، في مؤتمر صحافي عقده في دار الفتوى في طرابلس، بدعوة من مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار لمناسبة الذكرى الثالثة لتفجير مسجدي السلام والتقوى، أنه "في صدد تحضير ملف أمني وقانوني لنتقدم في مجلس الوزراء بطلب لإلغاء الترخيص المعطى لحماة الديار"، مشددا على ان "الديار لا تحمى بمزيد من الميليشيات، ولا بمزيد من القوى المسلحة غير الشرعية، بل بالتفاهم والحوار والتنازلات المتبادلة، وبالمزيد من السعي لتثبيت أركان نظامنا السياسي بملء فراغاته".
حسنا يفعل نهاد المشنوق عندما يعلن سحب ترخيص ما يمسى بحركة حماة الديار  تحت مسمى أن الديار لا تحمى بمزيد من الميليشيات في البلاد .
الوضع اللبناني الهش والإحتقان الطائفي والمذهبي في البلاد قد لا يحتمل أي ميلشيا جديدة فكيف إذا أدت هذه الميلشيا إلى مزيد من التوتر والإحتقان في الشارع السني تحديدا لخلفيات لم تعد خافية على أحد .
إن التسرع في إطلاق هكذا ميلشيا وفي هذا الوقت بالذات لم يكن في محله ولم يكن في مصلحة البلاد ولا الجيش ولا المؤسسة العسكرية التي بدورها لا يمكن أن تحمل أيضا مثل هذه التسميات بعدما أشيع عن تغطية الجيش لهذه الميلشيا .
وفي الوقت الذي لا تزال ميلشيا سرايا المقاومة على خط القال والقيل تاتي هذه الحركة اليوم لتزيد الطين بلة وتؤجج المزيد من الاحتقان الطائفي في البلد تحت عناوين و مسميات واهية .
إن قرار وزير الداخلية نهاد المشنوق بسحب الترخيص من هذه الحركة هو قرار واع ومسؤول ويندرج في سياق القرارات الوطنية التي درج عليها الوزير المشنوق .