حذر المستشرق الإسرائيلي آيال زيسر من أن إسرائيل "ربما تدفع ثمن التحالف القائم بين روسيا وإيران على المدى البعيد، حين تضطر موسكو وطهران، لتحديد هوية سوريا في اليوم التالي لسقوط الرئيس السوري بشار الأسد".

وفي مقال نشرة بصحيفة "إسرائيل اليوم" قال زيسر محاولا استشراف ملامح تلك المرحلة "إما أن تكون سوريا دولة تحت الحماية الروسية أو الإيرانية، مع العلم أن إيران تواصل تقوية نفوذها الإقليمي بالمنطقة، مع وجود طرف ثالث ضمن تحالف إيران وروسيا، وهو حزب الله الذي يحوز خبرة قتالية وسلاحا متطورا".

وأضاف أن روسيا "لا تعمل ضد المصالح الإسرائيلية، وحتى لو كانت النوايا الروسية تجاه إسرائيل إيجابية، فسوف يبقى السؤال الذي يمتلك الإجابة عنه فقط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: ماذا سيكون موقف موسكو في حال اندلاع مواجهة عسكرية بين إسرائيل من جهة، وإيران أو حزب الله من جهة أخرى؟

الخبرة إسرائيلية
وأكد الكاتب الإسرائيلي أن "الروس سيكتشفون مع مرور الوقت ما اكتشفته إسرائيل سابقا، وهو أن العمليات الجوية لعشرات الطائرات ليست كافية، لأن الروس يعتمدون على الجيش النظامي السوري في العمليات البرية على الأرض، في حين يبدو جيشا متهالكا ومستنزفا، ولذلك يظهر المعارضون السوريون صمودا لافتا، مما يدفع الروس للبحث عن حلول سياسية لـالأزمة السورية دون التورط في مستنقع الحرب الدائرة هناك".

ويرى أن العلاقة القائمة بين روسيا وإيران "لا ترتقي إلى مرتبة يمكن اعتبارها حلفا مقدسا" وذلك على خلفية التفجيرات التي قامت بها الطائرات الروسية ضد أهداف في سوريا انطلاقا من الأراضي الإيرانية، وشكلت تتويجا للتعاون الوثيق القائم بين موسكو وطهران منذ سبتمبر/أيلول 2015 لحماية نظام الأسد.
مفاجأة إيرانية

واعتبر زيسر استخدام الطائرات الروسية لقواعد عسكرية في إيران مفاجأة للمنطقة التي اعتادت على إيران "وهي تتفاخر بأنها ذات سيادة على أراضيها، وتمتلك ذاكرة تاريخية طويلة من الاحتلال الروسي لشمال أراضيها، لكنها اعتبرت في مرحلة مبكرة أن وجود طائرات روسية على قواعدها العسكرية في طهران يعمل على تقويتها، لاسيما في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل".

وقال المستشرق الذي يعمل أستاذا لدراسات الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب "إن انطلاق الطائرات الروسية من الأراضي الإيرانية لم يكن بدوافع الخضوع والانصياع، وإنما انطلاقا من تعاون أمني بين موسكو وطهران، فالأولى قوة عالمية كبيرة، والثانية قوة إقليمية متنامية، وكلاهما لديه مصالح أمنية وعسكرية وسياسية مشتركة في المنطقة".

وقال أيضا إن المواطنين السوريين المدنيين لاسيما في مدينة حلب هم من يدفع ثمن التعاون الروسي الإيراني "حيث تشهد المدينة قصفا روسيا متواصلا على مدار الساعة، ورغم ما تعلنه موسكو عن استهداف مواقع تابعة لـتنظيم الدولة الإسلامية، لكن الصور القادمة من المدينة لا تترك شكوكا لحظة واحدة في أن العمليات العسكرية الروسية تستهدف بالدرجة الأولى السكان السوريين الذين يدعمون المعارضة المسلحة".


الجزيرة