ذهبت الآمال بترجيح كفة الرئيس السوري بشار في الحرب السورية، بعد إعلان إيران فتح قاعدة همدان أمام الطائرات الروسية لشن هجمات ضد فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، مع الريح. فأمس الإثنين، صدر القرار الإيراني الجديد وأغلقت قاعدة همدان في وجه موسكو. هذا التطور المفاجئ شكّل محور تقرير أعده موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي، الذي كشف أنّ السبب وراء إغلاق إيران قاعدة همدان، بعدما استخدمتها روسيا لتنفيذ 3 طلعات جوية، يعود إلى غضب المرشد الأعلى للثورة آية الله علي خامنئي من هذه الخطوة، متحدَّثاً عن فرملة مساعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أن تبصر النور، وهي الهادفة إلى الترويج لخطته الكبرى القاضية بتشكيل حلف روسي- إيراني- تركي- عراقي- سوري جديد وقوي.


ونقلاً عن مصادر إيرانية، رأى الموقع أنّ تسديد إيران هذه الصفعة للكرملين، جاء نتيجة موجة الانتقادات الشعبية والبرلمانية العارمة، التي رأت في وضع قاعدة همدان في متناول الطائرات الروسية خرقاً للمادة 146 من الدستور، مشيراً إلى أنّ تصريحات رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني التي أكّد بموجبها أنّ بلاده "لم تمنح روسيا قاعدة عسكرية"، كغيرها، لم تلقَ آذاناً صاغية ولم تطمئن القلوب.

وفيما أكّد الموقع أنّ آية الله علي خامنئي وحده القادر على إثارة موجة الاحتجاجات "غير المألوفة" والقادرة على إحباط بوتين، اعتبر أنّ الرئيس الإيراني حسن روحاني أخطأ بحساباته عندما دعا المجلس الأعلى للأمن القومي في 16 آب الفائت، من دون استشارة خامنئي، وأعلن عن وضع قاعدة همدان في متناول القوات الجوية الروسية.

وتعليقاً على هذه المسألة، اعتبر الموقع أنّ بوتين ارتكب خطأ نظيره الأميركي باراك أوباما نفسه، إذ افترض الاثنان أنّ تعاونهما مع نظيرهما روحاني، سيستميل المرشد الأعلى في نهاية المطاف، زاعماً أنّ الأخير أمل بخطوته هذه استعادة المكانة التي فقدتها بلاده، بعد توقيعها على الاتفاق النووي التاريخي في 2015.

من جهة ثانية، زعم الموقع أنّ تقريراً سابقاً له أكد بموجبه أنّ روسيا تعتزم إرسال منظومتي S-300 و S-400 لحماية قاعدة همدان وطائرات توبوليف من طراز تو-22 M3 وقاذفات السوخوي من طراز سو-34، أثار غضب خامنئي، إذ أنّه يعني أنّ الروس يتصرفون كما لو كانوا قادة المجال الجوي فوق قاعدة همدان.

في المقابل، تدحض مصادر إيرانية المزاعم الإسرائيلية هذه، مؤكدة أنّ روحاني لا يتخذ قرارات بهذا الحجم من دون العودة إلى خامنئي واستشارته.

بالعودة إلى روحاني الذي أدرك أنّه وقع في مأزق، حاول الحفاط على ماء وجهه، مستعرضاً منظومة بافار 373، المماثلة لـS-300 في نهاية الأسبوع الفائت، في مسعى منه للتأكيد أنّ إيران قادرة على الدفاع عن نفسها، بحسب التقرير الذي أكّد أنّ هذا النظام القائم على تكنولوجيا صينية غير موضوع في الخدمة.

والجدير ذكره أنّ الولايات المتحدة الأميركية شككت بتوقف الطلعات الجوية الروسية من همدان، إذ قالت وزارة الخارجية إنها اطلعت على تقارير تفيد بأن روسيا أنهت استخدامها لقاعدة جوية إيرانية في تنفيذ ضربات ضد متشددين سوريين، معتبرةً أنّه ليس واضحاً ما إذا كان الاستخدام الروسي للقاعدة توقف فعلياً.

("لبنان 24" - Debka)