يمكن للجسم مع مرور الوقت أن يُصدر إشاراتٍ ترمز إلى وجود خلل في النظام الغذائي يجب إصلاحه سريعاً منعاً لزيادة الوضع سوءاً. ما هي أبرز هذه العلامات، وماذا قد تعني، وكيف يمكن حلّها؟حذف بعض المنتجات من نظامكم الغذائي قد يؤدي إلى مجموعة أعراض غير محبّذة تُصيب الجسم. على سبيل المثال، ينتج من التوقّف عن شرب القهوة أوجاع رأس شديدة، في حين أنّ الإمتناع عن السكر قد يُشعركم بإستنزافٍ كلّي للطاقة.

غير أنّ هذه الآثار الجانبية تكون غالباً عادية وتنخفض تدريجاً. لكن في أوقات أخرى، قد يحاول الجسم إخباركم أنّ أمراً ما غير طبيعي يُصيبه، ويرجع السبب إلى إستهلاك أطعمة غير مفيدة، أو عدم تناول كمية كافية من الأكل، أو الإفتقار إلى مغذّيات أساسية. لكن ما هي هذه الإشارات «غير الطبيعية» التي يجب الإنتباه إليها وتصحيحها فوراً؟

تعب شديد


قد يحصل هذا العارض بسبب إنخفاض مستويات معدن الحديد الأساسي للحفاظ على طاقة مرتفعة، والمساعدة على نقل الأوكسيجين إلى مختلف أعضاء الجسم وبالتالي تعزيز وظائفها. لكن عندما تنخفض معدلاته، تتقلّص الطاقة ويعجز الجسم عن إنتاج خلايا الدم الحمراء بنسبة كافية لنقل الأوكسيجين وتزويده بالطاقة. لهذا السبب فإنّ التعب يشكّل العارض الرئيس للأنيميا أو إنخفاض الحديد.

لمعالجة هذه المشكلة، يُنصح بالتركيز على المأكولات المليئة بالحديد، كاللحوم الحمراء، والدجاج، وثمار البحر، والفاصولياء، والخضار الورقية الخضراء، ورقائق الذرة المدعّمة به. كذلك يجب إستشارة الطبيب لإجراء فحص دم يكشف حجم النقص، وتحديد جرعة المكمّلات الغذائية إذا لزم الأمر، والأهمّ الإلتزام بالكمية المحدّدة بما أنّ كثرة الحديد تؤدي إلى مشكلات صحّية تشمل الإمساك، والغثيان، والتقيؤ، وأوجاع المعدة، والإغماء.

مزاجية مفرطة


من المحتمل أن يكون المذنب وراء هذا العارض عدم إستهلاك كمية كافية من السعرات الحرارية. من أجل الحفاظ على طاقة مرتفعة وإستقرار معدل السكر في الدم، العاملين الرئيسَين لصحّة جسدية ونفسيّة جيّدة، يجب التأكّد من إستهلاك مجموع كالوري ملائم يتمّ تحديده وفق العمر، والجنس، والحركة. تحدّثوا إلى خبراء التغذية لوضع الخطة الغذائية التي تناسب حالتكم، فتؤمّنون الإحتياجات الصحيحة لجسمكم وتتفادون التقلّبات المزاجية المفرطة.

إمساك


يرجع السبب إلى عدم إستهلاك نسبة جيّدة من الألياف التي لا غنى عنها لمساعدة البراز على المرور عبر الجهاز الهضمي بسهولة مطلقة.

يوصي الخبراء بإدخال الألياف تدريجاً إلى الغذاء للوقاية من التشنّجات، والنفخة، والغازات، والإسهال. يمكن اللجوء إلى مأكولات تشمل الفاصولياء، والشوفان، والشعير، والتفاح، وفصيلة التوت، والإجاص، والأفوكا، والعدس، والبازلاء، والأرضي شوكي، والبروكولي، والفاكهة الحمضية.

كآبة


إذا كنتم تشعرون بسوء المزاج، فإنّ نقص الكربوهيدرات في غذائكم قد يكون المتّهم! في حين أنّ خفض هذا العنصر الغذائي قد يساعد على خسارة الوزن، إلّا أنّ حذفه كلّياً قد يؤدّي إلى تقليص معدل الناقل العصبي «سيروتونين» المرتبط بالمزاج، ما قد يسبب الكآبة.

في حال الإلتزام بغذاء قليل جداً بالكربوهيدرات أو خال منها، لا بدّ من التوقّف عن ذلك والحرص على تناولها بثبات للوقاية من إنخفاض نسبة السكر في الدم وتقلّبات المزاج. يبقى الرهان الأكبر إدخال هذه الفئة الغذائية ببطء منعاً لزيادة الوزن وإرتفاع السكر في الدم بشدّة. يمكن البدء بالكربوهيدرات الجيّدة كشريحة من خبز القمح الكامل على الفطور، أو تفاحة على السناك، أو بطاطا حلوة صغيرة الحجم أو نصف كوب من الأرزّ الأسمر على الغداء أو العشاء.

أمّا في حال إستمرار أعراض الكآبة، فلا تتردّوا في تحديد موعد مع الطبيب لمعرفة السبب وتقديم العلاج الملائم.

تساقُط الشعر


تحصل هذه المشكلة عموماً بسبب نقص في العناصر الغذائية الأساسية كالبروتينات، والحديد، والفيتامين E، والماغنيزيوم، والسلينيوم، والنحاس، التي لا غنى عنها لصحّة جيّدة وأيضاً لشعر قويّ.

لوضع حدّ لذلك، لا بدّ من إضافة مزيد من الفاكهة والخضار إلى الغذاء لغناها بالفيتامينات والمعادن التي تضمن نموّ الشعر. كذلك يجب التركيز بشكل خاصّ على البروتينات (دجاج، وسمك، وحبش، ومكسرات، ولبن يوناني، وبيض)، بما أنّ الشعر مؤلّف بشكل خاصّ من البروتينات التي من دونها يصبح ضعيفاً وباهتاً. فضلاً عن أهمّية الحصول على الأطعمة الغنيّة بالحديد (بذور اليقطين، والفاصولياء، والعدس، والسبانخ) لأنّ نقصه يزيد أيضاً إحتمال تساقط الشعر.

(سينتيا عواد - الجمهورية)