استطاع المقاتلون الأكراد تحقيق تقدم في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا في مواجهة قوات النظام السوري، بعد فشل الجهود الروسية في التوصل إلى التهدئة.
وتجددت المعارك العنيفة بين وحدات حماية الشعب الكردية من جهة وقوات النظام السوري والمقاتلين الموالين من جهة ثانية، في مدينة الحسكة. وقال مصدر كردي ميداني إن المقاتلين الأكراد تمكنوا من التقدم في حيي النشوة الشرقية وغويران جنوب المدينة.

وتزامنت المعارك مع تغيير موقف أنقرة من الصراع في سوريا، والذي ظهر جليا في تصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بأنه يمكن أن يكون للرئيس السوري بشار الأسد مكان في القيادة الانتقالية.

وكان الجيش السوري اتهم بدوره من وصفهم بـ”الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني”، الذي يخوض تمردا ضد أنقرة، بالاستمرار “في ارتكاب جرائمهم بهدف السيطرة على مدينة الحسكة”. وأعلن التلفزيون الرسمي عن “اشتباكات عنيفة يخوضها الجيش وقوات الدفاع الشعبي في محاور عدة من المدينة”.

وبدأت الاشتباكات الأربعاء الماضي بين قوات الأسايش ومجموعات الدفاع الوطني على خلفية توتر إثر اتهامات متبادلة بحملة اعتقالات، وقد تدخل الخميس كل من وحدات حماية الشعب الكردية وقوات النظام فيها.

وتصاعدت حدة المعارك مع شن الطائرات السورية الخميس والجمعة غارات على مواقع للأكراد في الحسكة للمرة الأولى منذ بدء النزاع في سوريا قبل أكثر من خمس سنوات. وهي المرة الأولى أيضا التي تتدخل فيها واشنطن لحماية مستشاريها من الطائرات السورية عبر إرسال مقاتلات.

ومن جهته أعلن موقع إخباري مقرب من الحكومة السورية عن “فشل المفاوضات” بين الطرفين. ونقل عن مصدر عسكري أن الأكراد طالبوا بسحب قوات الدفاع الوطني بالكامل من الحسكة، الأمر الذي رفضته الحكومة السورية وطرحت سحب السلاح من بعض العناصر فقط مقابل سحب سلاح قوات الأسايش. وفور فشل المفاوضات، تجددت المعارك في المدينة. وأعلنت وحدات حماية الشعب في بيان السبت نيتها حماية مدينة الحسكة من قوات النظام.

 

صحيفة العرب