اسمي علي وأنا من منطقة شحور الواقعة بالقربِ من مدينة صور. عندما أتذكر الأوقات التي قضيتها مع عائلتي قُرب النهر ورحلات الصيد مع أصدقائي، أشعرُ بمدى حبي لتلك المنطقة... في الواقع، لم أكن أنوي مغادرة ضيعتي، ولم يكنْ هناك شيء يجبرني على ذلك، إلى أن وقعتُ في غرامِ فتاةٍ من بيروت.

التقينا لأول مرة خلال عطلة نهاية الأسبوع التي قضتها عند ذويها في ضيعتي. كنتُ أذهبُ إلى بيروت في نهايةِ الأسبوع عند صديقي حسن كلّما سنحَت لي الفرصة لأراها. كان حسن صديقَ الطفولةِ، وكان قد تركَ المدرسة وغادرَ ضيعتنا إلى بيروت للعملِ والعيشِ هناك.

في الثاني والعشرين من آب عام 1983، وبينما كُنا ذاهبين للقاءِ الفتاةِ التي نويتُ الزواجَ بها، اختُطفنا. لم ترني أختي مريم بعد ذلك، رغم أنني وعدتها بالعودةِ إلى منزلنا في شحور وقطف اللوز من شجرةِ أبي في اليوم التالي.

بحث عني أقربائي في كل مكانٍ، وكان الجواب الوحيد والمشؤوم الذي حصلوا عليه هو الآتي: "يقومون بعدّ السجناء كما يعدّون الغنم، وإن لاحظوا أن أحدَهُم اختفى، سيجن جنونهم، الطريقة الوحيدة للإفراج عنهُ هي من خلال إيجاد شخص يحل محلهُ".

لم نكن سوى أرقام بالنسبة إليهم، بيادق شطرنج في لعبةِ انتصارهِم المحتمل.

اسمي علي فارس وصديقي حسن زين، لا تدعوا قصتنا تنتهي هنا.

(الأخبار)