أعربت مصادر سياسية في بيروت عن اعتقادها بأنّ الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله الذي قدّم عرضا مفخخا لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري، يسعى إلى الظهور في وضع القادر على التحكّم باللعبة السياسة اللبنانية عن طريق لعب دور “المرشد” في لبنان.
واعتبرت أن هذا السلوك لنصرالله يستهدف التغطية على وقوع الحزب في الرمال المتحركة السورية من جهة وإصراره على أنّه الآمر الناهي في لبنان من جهة أخرى.

وأوضحت المصادر نفسها أن الهدف النهائي لنصرالله هو إقناع مناصريه وحلفائه في لبنان بأنّ الحزب لم يضعف بسبب تورطه في الحرب السورية وذلك على الرغم من النكسات التي تعرض لها مقاتلوه أخيرا، خصوصا في محيط حلب.

وأشارت في هذا المجال إلى ما ورد على لسان نصرالله في خطابه السبت الماضي في الذكرى العاشرة لانتهاء حرب يوليو، التي استمرت ثلاثة وثلاثين يوما والتي صدر على إثرها القرار رقم ألف وسبعمئة وواحد عن مجلس الأمن.

ويذكر أن القرار الدولي عزز القوة الدولية التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان وأدى إلى حال من الهدوء في الجنوب اللبناني مستمرة منذ عشر سنوات.

وقال الأمين العام لـ”حزب الله” في خطابه موجها كلامه إلى سعد الحريري إنّه يصرّ على انتخاب ميشال عون، الماروني، رئيسا للجمهورية وعلى بقاء نبيه بري، الشيعي، رئيسا لمجلس النواب، وهو مستعد للتساهل في موضوع من سيكون رئيسا لمجلس الوزراء المقبل في لبنان.

واستبعدت هذه المصادر أن يلقى كلام نصرالله أي صدى إيجابي في أوساط “تيار المستقبل” أو لدى الحريري نفسه.

وقال أحد الوزراء القريبين من الحريري في مجلس خاص إن كلام نصرالله “لا ينطلي” على أحد وأنه إذا “كان جدّيا بالفعل في الرغبة في انتخاب رئيس للجمهورية، كل ما عليه عمله هو السماح لنوابه وللذين يعتبرون محسوبين عليه من نوّاب التيار العوني بالنزول إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس للبلد”.

وكان ملفتا تفادي الأمين العام لـ”حزب الله” في خطاب السبت الماضي الإشارة إلى الهزائم التي لحقت أخيرا بالقوات التابعة للنظام السوري والميليشيات الشيعية المتحالفة معها في محيط حلب. فبعدما كان نصرالله يعتبر أن معركة حلب ستغيّر المنطقة كلّها، تجاهل الموضوع كلّيا إثر تمكن الثوار من فك الحصار عن قسم من أحياء المدينة. واكتفى بالقول “إننا باقون في حلب وفي غير حلب”.

ورأت مصادر سياسية أخرى أن تشدد الأمين العام لـ”حزب الله” في خطابه هو بمثابة رسالة داخلية موجّهة إلى جمهور الحزب الذي يخشى من أن تؤدي التطورات في سوريا إلى فقدان القدرة على السيطرة على مفاصل الحياة السياسية في لبنان.

واعتبرت هذه المصادر أن أي ضعف يظهر على الحزب سيكون له تأثير كبير على جمهوره وعلى إيمان هذا الجمهور بأن لا شيء يقف في وجه الطموحات الإيرانية في لبنان.


صحيفة العرب