حفلت المنابر الاعلامية والسياسية والأمنية في الآونة الأخيرة بالحديث عن " جبهة النصرة " خصوصا بعد فترة من اندلاع الحرب في سوريا حيث قامت الجبهة المذكرة بمساندة الثورة السورية وعملت الى جانب الجيش السوري الحر ضد نظام الرئيس بشار الاسد وقامت هذه الجبهة بمجموعة عمليات أساسية في مدينة دمشق ومدن رئيس أخرى في سوريا , ومع استمرار العمليات العسكرية في سوريا بين النظام و المعارضة أنتشر الحديث عن جبهة النصرة أكثر فأكثر حتى أنها شكّلت جملة مخاوف لدى اللاعبين الاساسيين في الأزمة السورية من أطراف دولية وعربية على السواء حيث شكل الخوف من نفوذها على الارض مادة بحث ونقاش في الأرقة السياسية والامنية والعسكرية المتابعة للأزمة السورية .
فمن هي جبهة النصرة وكيف استطاعت الوصول الى الساحة العربية بهذه القوة ؟
سؤال يتردد على ألسنة الكثيرين في ظل الاحداث المتسارعة التي تعصف بسوريا والمنطقة وتأثيرات هذه الأحداث على لبنان حيث علم بوجود أحد اجنحة هذه الجبهة في الشمال .
سُميت " جبهة النصرة لأهل الشام " وهو مصطلح لا يقتصر على سوريا فحسب بل يعني أكثر من دولة في المنطقة العربية من بينها سوريا ولبنان جبهة النصرة هي منظمة سلفية جهادية تم تأسيسها في أواخر عام 2011 بعد الاحداث التي عصفت بسوريا وبغضون أشهر قليلة ومع التطورات العسكرية المتساعرة على الأرض نمت هذه الجبهة و تطورت لتشكل لاحقا أحد أبرز قوى "الثورة " في سوريا وأشدها قسوة على النظام السوري لما يمتلكه رجالها من خبرة في القتال والحرب .
وفي تقرير للاستخبارات الامريكية ربطت اسم هذه الجبهة بتنظيم القاعدة في العراق واعتبر التقرير أن جلّ عناصر الجبهة عند تأسيسها كانوا من السوريين الذين شاركوا في الحرب في افغانستان والعراق والشيشان ولكنها استقطبت لاحقا مقاتلين من باقي الدول العربية وتركييا واوزباكستان والشيشان وعدد قليل من بعض الدول الأوروبية .
واعتبرت السياسة الامريكية هذه الجبهة من المنظمات الارهابية التي الذي أدانته المعارضة السورية ومعظم ممثليها.كما فرضت عقوبات مالية على احد القادة المفرتضين لهذه الجبهة و هو موسى عبد الله الجبوري من العراق
من شروط الإنتساب لهذه الجبهة :
1. الالتزام بالفروض الدينية .
2 . الحصول على تزكية من خص موثوق .
3. إثبات الجدية والانضباط .
تدعو جبهة النصرة إلى إمارة اسلامية وتدعو إلى الجهاد وحمل السلاح ضد نظام الرئيس بشار الاسد في الوقت الراهن .
وعن اهداف الجبهة يقول احد مؤسيسيها ابو محمد الجولاني في بيان محدود التداول إن هدف جبهة النصرة يرمي الى اعادة " سلطان الله الى ارضه".

واستهجن البيان دعوة البعض للإستعانة بقوى غربية للخلاص من نظام حزب البعث الحاكم . واصفا إياها بأنها  دعوة شاذة وضالة وجريمة كبرى ومصيبة عظمى لا يغفرها الله . كما  هاجم البيان ايران قائلا إنه: " لا يخفى على كل عاقل السعي الايراني الحثيث مع هذا النظام ( البعث) منذ سنين قد خلت لزرع الصفوية ( أي المذهب الشيعي وفق التاريخ الفارسي) في هذه الارض المباركة لإستعادة الإمبراطورية الفارسية ، فالشام لإيران هي الرئتان التي يتنفس بهما مشروعها البائد " .

وعلى الرغم من قلة المعلومات عن جبهة النصرة ، كون رجالها " يرفضون التحدث الى الصحافيين والى المواطنيين السوريين " ، فإن المعلومات قالت ان عدد مقاتلي الجبهة وصل في حلب وحدها  في مرحلة ما الى ستة الاف عنصر.
اما  عن فلسفة جبهة النصرة ورؤيتها لما يجري في سورية فيشير احد اعضائها ابي فاطمة الحلبي : "  رايتنا الذود عن الاسلام والمسلمين وضرورة نصرة المستضعفين ونحن اقرب الى الشعب السوري " ويوضح "  لسنا كما تصورنا بعض الجهات الاعلامية التي سخرت طاقاتها لتشويه صورتنا بأننا ضد النقاش والحوار وإننا غير منفتحين على الاخر" ، مؤكدا " إننا نقبل الاخر ونتحاور معه ونتغاضى عن بعض الاخطاء بغية التوافق والوصول الى المصلحة العامة " .

ويعد الحلبي " غير المسلمين ان يكون تعاملنا معهم بما يرضي الله سبحانه وتعالى وفق تعاليم الشريعة الاسلامية وخصوصا الذين لم يرفعوا السلاح في وجه المسلمين ولم يعملوا على تقوية النظام " ، مشددا على رفضه غير النظام الاسلامي نظاما للحكم في سورية.
جبهة النصرة فرضت نفسها  رأس حربة في القتال ضد نظام بشار الاسد محققة نقاطاً على حساب الجيش السوري الحر المنقسم ضمن مجموعات لا تعد والذي يفتقر الى التنظيم والتجهيز والتمويل الذي تحظى به الجبهة . من دون ان يعرف مصدر هذا الدعم ، وقد وصل الامر الى ان العديد من عناصر الجيش الحر إلتحقوا

بصفوف جبهة النصرة ، خصوصا ان هؤلاء مضى عليهم اربعة اشهر من دون رواتب ، رغم ان راتب الجندي لا يتعدى 150 دولارا شهريا ، وينتشر مقاتلو "النصرة" على ابرز الجبهات في سورية ، زارعين اعلامهم السوداء التي تحمل عبارة "لا إله الا الله " . وهم موجودون ايضا  في العديد من القواعد الخلفية مثل اطمة البلدة الحدودية مع تركيا .