ملفتة هي التعليقات التي تراها على صفحات الموالين لحركة أمل والمتعلّقة بالمعركة الدائرة في سوريا بين الحلف الرباعي "الإيراني-الروسي- حزب الله-النظام السوري" من جهة والمعارضة السورية من جهة أخرى والملفت أكثر تعليقات الجمهور المؤيد لحزب الله فتارة يعزون الخسارة التي منيوا بها في المرحلة الراهنة إلى خيانة الجيش السوري وطورا إلى خذلان الطائرات الروسية لهم.
وبعيدًا عمّا يقوله جمهور حزب الله فإنّ حركة أمل الرافضة للتدخل في سوريا والواقفة على الحياد والتي تختلف سياستها عن سياسة حزب الله رغم أن الحزبين منطويان تحت اسم "الطائفة الشيعية" كان لغالبية جمهورها رأي منطقي ومنهم ما قالوه علنا وبعضهم في الخفاء.
فالحركيّون يجدون تدخل حزب الله بالأزمة السورية أمرا غير مقنع نظرا لأن "المقامات لها رب يحميها " وأن دماء الشباب أغلى من بشار الأسد كما أنهم لا يرون أن الشهادة هي الموت بمعركة ليست في وطنهم .
هذه المواقف التي يطلقونها في الخفاء خوفًا من أي احتكاك لا يصب في مصلحة الطائفة الشيعية تحوّلت  وعلنا إلى شماتة لدى البعض فتوجه المدعو "ا.ع" بعد استعادة المعارضة للمناطق التي سيطر عليها النظام السوري وحزب الله في بداية المعركة إلى الفتيات اللواتي امتلأت صفحاتهن الفيسبوكية بالدعاء لعناصر حزب الله قائلا " أُختاه، كل دعواتك الفايسبوكيه لحبيبك المجاهد لم تُجدي نفعا، لقد فكّ الكفار الحصار عن حلب، إنتحري يا أُختاه إنتحري"
وأحدهم كتب:  " قبل فك الحصار : رجال الله يحكمون الحصار على الارهابيين في حلب (ويختفي ذكر الجبش السوري)
بعد فك الحصار : للأسف تمكن الارهابيون من فك الحصار الذي فرضه عليهم الجيش العربي السوري ( وبقدرة قادر يختفي ذِكر رجال الله
يقطع حريشكن يا إخواتاه".
ويعلن آخر أن "الطائفة الشيعية يتيمة من بعد الإمام المغيب السيد موسى الصدر" باعتبار أنه الرجل الذي يدعو إلى الحوار ويرفض الحرب .
والعجيب أن في مجالسهم يؤكدون أنه لو أن الإمام الصدر ما زال موجودا لتغير الوضع نهائيا" ويهمسون "لوين السيد حسن رايح مش حرام هالشباب كلها عم تروح عالفاضي بس يجوا لعنا الدواعش يقاتلوهن".
هذا غيض من فيض من رأي الجمهور الأخضر بما يجري في سوريا وإن تمعّنا قليلا بكلامهم لوجدنا أنّ الحق يقال "فسوريا ليست أرضنا والجنوب أحقّ بدماء شبابنا " .