هزّ إعلان المملكة العربية السعودية عن قرارها بتخفيض تمثيلها الديبلوماسي في لبنان من السفير إلى القائم بالأعمال الأوساط اللبنانية، وبدأت موجة عارمة من التوقعات والتساؤلات تغزو شاشات التلفزة والشارع اللبناني. الروايات كثيرة، فالبعض توقع إقبال لبنان على ثلاثة أشهر مفصلية وسط احتدام المواجهات في حلب واليمن، ما دفع المملكة لإتخاذ هذا القرار تجنبا" لأي ضغط أمني في لبنان. 
البعض الآخر إعتبر أن هذه الخطوة أتت ضمن سلسلة الخطوات التي ستتخذها دول الخليج حيال لبنان لا سيما بعد عدول لبنان عن التوقيع على بيان الجامعة العربية الذي اعتبر  حزب الله إرهابيا، ودان إيران متهما" السلطات الإيرانية بالتعرض للبعثة الديبلوماسية السعودية، إضافة إلى مواقف أمين عام حزب الله حسن نصر الله المهينة بحق المملكة. 
لمعرفة دلالات تخفيض التمثيل الديبلوماسي السعودي في لبنان، تحدث موقع لبنان الجديد مع المحلل السياسي أحمد الأيوبي:
" إن صح ما يقال عن تخفيض التمثيل الديبلوماسي السعودي، فهذا مؤشر يدل على خطوات إحترازية للمملكة العربية السعودية تجاه ما يمكن أن يحصل في لبنان خلال الأشهر القليلة القادمة، خاصة وأننا نشهد تصعيدا على مستوى المنطقة  في سوريا بعد إنجازات الثوار في حلب أو حتى في اليمن، وبالتأكيد سيحاول الإيرانيون، والنظام السوري، وحلفاؤهم أن يقوموا بهجمات مضادة لكسر تقدم الثوار، وفي اليمن كذلك الأمر، فإيران قضت على المحادثات التي حدثت في الكويت لإيجاد تسوية سياسية، ونحن نشهد الآن شن هجمات صاعقة لقوات التحالف بقيادة المملكة على معسكرات الحوثي والصالح. 
باعتقادي نحن على أعتاب خيارات الحسم العسكري في اليمن".
وعند سؤالنا الأيوبي إن كان تقد الثوار في حلب سينعكس على لبنان من خلال حصول حوادث أمنية أجاب: " كلما هزم حزب الله في الداخل السوري، سيزداد تأزمه وتأزيمه للأوضاع في لبنان. هذه معادلة تلقائية وطبيعية، وباعتقادي سيتكبد الحزب المزيد من الخسائر في الداخل السوري، وسيحاول أن يصعّد ويضغط على الجميع في لبنان، خاصة أن الإشكال الأبرز في هذه المرحلة هو أن إيران لا تريد فتح ملف رئاسة الجمهورية، بمعنى أنها تريد الحفاظ على الستاتيكو القائم من  دون أن يتم إحداث أي خرق سياسي في الخريطة السياسية أو في الواقع السياسي، وهذا يزيد أيضا" من عوامل التأزيم، لأن المؤسسات أصبحت في درجة إهتراء كبيرة جدا"، ولا تحتمل المزيد من الضغط، لا في مجال قضية المصارف ومنعها من التعامل مع حزب الله، ولا في مجال الضغط الأمني الغير مبرر في الكثير من المواقع، أو محاولة توريط الجيش اللباني في بعض المواجهات التي لا صالح بها لا للجيش ولا للبلد".
وعن إحتمال أن تكون هذه الخطوة هي نتيجة موقف لبنان الذي حصل مؤخرا" في الجامعة العربية أجاب الأيوبي: " لا أعتقد أن هناك علاقة لموقف لبنان في الجامعة العربية بهذا الأمر، فموقف لبنان أصبح معروفا"، والحكومة اللبنانية مشلولة، وخاضعة لضغط حزب الله، وقد رأينا كيف هاجم علاء الدين بروجردي المملكة أثناء زيارته إلى بيروت من السراي الحكومي، ولم يصدر عن الرئيس تمام سلام أي موقف، أو أي توضيح، أو أي رد، وهذا موقف في غاية السلبية، والخطورة، والهوان، بحيث يكون موقف رئيس حكومة لبنان العربي السني بين مزدوجين عبارة عن سكوت عن التهجم على المملكة العربية السعودية، وعلى بلاد الحرمين.