ما قبل محاولة الإنقلاب في تركيا ليس كما بعدها، فالقوة الشعبية التي آزرت الرئيس رجب طيب أردوغان أثناء محاولة الإنقلاب، أثبتت أن محاولة العبث بأمن تركيا كحلم إبليس بالجنة، وأن الشعب التركي بكل أطيافه المعارضة والموالية للحكم متمسكة بأردوغان رئيسا" للشرعية. بعد فشل محاولة الإنقلاب في تركيا، ومع توجه الأنظار إلى اللقاء المرتقب بين أردوغان وبوتين، ما هي أبرز الملفات التي ستطرح بين الجانبين؟ وأي طرف سيكون الأقوى في فرض رأيه على الآخر لا سيما فيما يتعلق بالأزمة السورية؟ للإجابة على هذه الأسئلةت تحدث موقعنا مع المحلل السياسي مصطفى فحص:
" لا شك أن لقاء أردوغان_بوتين سيؤسس لمرحلة جديدة بين الطرفين، بعد حادثتين مهمتين جدا": حادثة إسقاط الطائرة الروسية من قبل الأتراك، وحادثة الإنقلاب الفاشل. كان بوتين يعتبر أن أردوغان سيذهب إليه ضعيفا"، بمعنى أنه سيستقبل الرجل المريض التركي مرة جديدة،  وأنه سيستضيفه في مرحلة يمر فيها جسد وجغرافيا سايكس بيكو بكثير من الإضطرابات، ما يعني أن تركيا اليوم هي نفسها تركيا العثمانية، ولكن المفاجأة جاءت بوجه بوتين عشية اللقاء كالآتي: فشل الإنقلاب ولكنه شكل وحدة وطنية تركية جعلت حدود التنازلات التركية مرسومة لأي كان في المنطقة. بوتين يعلم أن هناك مسايرة أمريكية كبيرة عادت إلى تركيا، دلالاتها بزيارة رئيس هيئة الأركان التركية الأميركية المفاجئة لترطيب الأجواء مع الأتراك في ظل الإعلان عن زيارة قريبة لوزير الخارجية. الإضافة الثانية هي أن بوتين كان يعتقد أن أردوغان سيأتي إليه وحلب محاصرة، فأصبح هو المحاصر في سوريا وفي حلب. أوراق القوة الآن موجودة بيد أردوغان، وهو لم يعد يضعيفا" وهذا سينعكس على اللقاء. كان بوتين يريد أن يجبرأردوغان بالإقتناع بمشروع الحل في سوريا، ولكن يبدو أن أردوغان هو من سيقنع بوتين بمشروع رؤيته حول سوريا والذي يؤكد بأنه لا حل في سوريا دون تركيا".
ولدى سؤالنا فحص إن كان مصير الأسد سيكون من ضمن المباحثات أجاب: "  يوم بعد يوم، يتحول الأسد إلى مأزق روسي، فأزمة الأسد بالنسبة لروسيا تكبر ويصعب معها الحل. تمسكت روسيا بالأسد على أنه عنوان ضمن المرحلة الإنتقالية، ثم انقلبت على وعودها وتمسكت به كجزء من الحل، ولكن كل ما كانت تبني عليه روسيا سقط في مرحلتين: المرحلة الأولى إنتفاضة حلب، والمرحلة الثانية هي الخروج المبكر لأوباما سياسيا" من البيت الأبيض. بمعنى أنه لم يعد يستطيع احد تعويم الأسد، ولم يعد يوجد شريك أمريكي لروسيا لتطبيق التفاهمات التي كان لافروف يتهيأ لتوقيعها معه، لذلك روسيا ليس لديها غير الأسد، ولا يمكن أن تصنع الحل بوجوده، وهي تحاصر نفسها بالأسد.