استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان مجلس نقابة المحامين في الشمال برئاسة النقيب فهد المقدم، الذي ألقى كلمة نوه فيها بمواقف البطريرك الوطنية الحكيمة. وقال: "في هذه الأيام من كل عام يتهيأ الشمال بكل أطيافه لإستقبالكم في مقامكم العامر بألوان لبنان ومجده، وليطمئن قلبنا أن راعي لبنان والقائم على كرسي بكركي هو بألف خير، وأنه يتوجب علينا في نقابة المحامين في طرابلس أن نؤدي له قدره في الإحترام والمودة، لذا حملنا محبة جمهور المحامين وأهل طرابلس الكرام، أهل المودة مسيحيين ومسلمين لشخصكم الوقور، ولنعلن تأييدنا وشكرنا لمواقفكم المبدئية المتجذرة في نظرتها الى لبنان السيد الحر المستقل قلب العروبة وملتقى الحضارات، لبنان النموذج الفريد في تلاقي المئذنة والجرس، نزوركم وفي حال وطننا خشية عليه من الضياع حتى بتنا نشعر بالغربة ونحن على أرضه".

وأضاف: "صاحب الغبطة، لم تنفك المرجعيات الإسلامية الدينية منها والسياسية والبلاد العربية ودار الإفتاء بشخص سماحة المفتي تؤكد وتتمسك وتنادي بوجوب إنتخاب رئيس للبلاد فهل أن إرادة بناء لبنان وقيامته وتميزه في العالم العربي لم تعد القصة الأولى عند بعض اللبنانيين لا سمح الله، أقول ذلك من خشية على لبنان، يقابله دور بكركي في التاريخ والحاضر ونظرتها الى قيام لبنان لإعادة المؤسسات الى حالة الإستقرار ودوائر الدولة الى التطور والمكننة والى عودة لبنان الى سابق عزه في الأمن والمان والإزدهار".

وتابع: "صاحب الغبطة، إن الشلل في الوضع الحكومي والتردي في عملها ينعكس سلبا على المجالات الوطنية كافة، فالواقع القضائي في لبنان يعاني من متاعب ومصاعب كحال باقي السلطات الأخرى في الوطن، والقضاء هو الملجأ الأخير والصورة المنعكسة في الداخل والخارج عن ميزان الأحوال، ففي علوه يزدهر الإقتصاد، وفي تردده تتردى الأحوال، أمنيتنا أن يبقى القضاء في قلعة محصنة وأن يكتشف دوره في المسؤولية عن السلطة والمؤسسات ناهيك عن الواقع الإقتصادي المزري في أزمة الكهرباء وأزمة الماء وشبكات الطرقات والفساد الأخلاقي في المجتمعات، إضافة الى مشكلة النزوح السوري على أرض لبنان وما يستتبعه من ترددات على الصعد الوطنية كافة".

وختم: "إن حضوركم بيننا فرح يعم الشمال، وفي داركم تعقد الآمال، ومهما ترددت إليكم الأقوال عن أسوأ الأحوال ستبقى بكركي الحكيمة المؤمنة بإنقاذ لبنان برسالته وبدوره الرائد".

الراعي
ورد البطريرك الراعي بكلمة رحب فيها بالمحامين، وقال: "نرحب بكم في البطريركية التي هي بيت للجميع. وأحيي كل محامي الشمال. وأريد أن أعبر عن تضامني معكم بالهم الكبير الذي هو هم القضاء وهم القانون. ومن المؤسف أن يكون التدخل السياسي قد وصل الى عالم القضاء. وهذا يعني أن الجسم الذي هو أساس الملك قد بدأ يتصدع. فالدولة لا تستطيع أن تستمر بدون قضاء نزيه وحر ومتجرد يحكم بالعدالة. نحن معكم نوجه النداء الى السياسيين كي يحترموا قدسية القضاء من أجل خير الجميع". 


وأضاف: "الأزمات السياسية تحصل وتباين الرأي أيضا والسعي الى المصالح الشخصية يحصل أيضا، أما التطاول والتأثير على القاضي والقضاء فهو شيء نرفضه بالمطلق لأننا نكون بذلك نقوض أركان المجتمع".

وتابع: "من جهة ثانية، نحن مع نقابة المحامين نؤكد أننا بأمس الحاجة الى شرائع، لأن التشريع بات ضعيفا في كثير من الأمور وما زلنا نعيش في شرائع "أكل الدهر عليها وشرب" دون أي تطور. فالتشريع شبه معدوم في أكثر من إدارة. ومنذ سنتين وأربعة أشهر فإن المجلس النيابي معطل لا يقوم بأي تشريع. وأنا أفهم وجعكم من هذا الموضوع. ولا يمكن لنا أن نستمر بدون رئيس للجمهورية ولا يمكن لأحد أن يقنعنا بأن البلد يسير بدون رئيس فيكون يكذب على نفسه، فالمجلس النيابي معطل وهو الذي عطل نفسه ولأنه لا يوجد رأس للدولة. والحكومة متعثرة ومؤسسات الدولة يعبث فيها الفساد ويشتري فيها والتعدي على الخزينة العامة يزيد. هذا أمر لا يمكننا قبوله. والمؤسسات الغير قانونية تنشأ على الشمال وعلى اليمين وتغطى قانونيا والجرائم يغطيها السياسيون. فالقرارات والأحكام لا يمكن تطبيقها إلا بقرار سياسي وهذا أمر أيضا نرفضه وندرك وجعكم".

وقال: "معكم نجدد الصوت للكتل السياسية والنيابية لتتحمل مسؤولياتها فلا نستطيع بهذه البساطة الإتكال على الخارج، وإنتظار الدول الإقليمية لتقرر عنا، فالكل يقول أن أميركا وإيران والسعودية وروسيا سيقررون عنا وهذا أمر مخز وينتهك الكرامة الةوطنية. فأين الكرامة لننتظر سنوات ليقرروا عنا من سيكون رئيسا للجمهورية؟".

وأكد الراعي "التعاون الدائم مع المحامين والمطالبة من الكتل السياسية القيام بمبادرات للخروج من الأزمة السياسية المتسببة بالأزمة الإقتصادية والمعيشية الخانقة والأزمة الأمنية وعدم وجود أي قرار داخلي".

وختم: "نحن معكم، صوتا واحدا، في قول الحقيقة التي تجمعنا وحدها وتحررنا وتنقذ الأوطان. أتمنى لنقابة المحامين في الشمال دوام النمو والإزدهار ونبلغ من خلالكم تحياتنا الى جميع المحامين. فابقوا ثابتين ودافعوا عن القانون والعدالة فهما الضمانة الوحيدة لقيام هذا الوطن".

بلدية اميون
وكان البطريرك الراعي استقبل مجلس بلدية أميون الجديد برئاسة مالك فارس يرافقهم كاهن الرعية الأب الياس نصار وكاهن رعية بزيزا الخوري شربل قصاص وفاعليات من البلدة. وقد طلب فارس بركة الراعي وعرض له سلسلة من المشاريع التي تنوي البلدية إقامتها لتنشيط الحركة السياحية والبيئية لأميون، متمنيا عليه زيارة أميون لمباركتها. وقدم الوفد للبطريرك هدية تذكارية متمنيا له صيفا مباركا في ربوع الشمال.

كما التقى البطريرك الراعي رئيس شعبة معلومات الشمال في الامن العام المقدم خطار ناصر الدين وعرض معه الوضع العام في الشمال.

ومن زوار الديمان رئيس مكتب تحري جونية العميد طوني متى والفنان زين العمر الذي وضع البطريرك في صورة الصدى الايجابي الذي لاقته اغنيته الجديدة "خيي" التي اطلقها اثر تفاهم معراب والتي كتب كلماتها رئيس جهاز الاعلام والتواصل في القوات اللبنانية ملحم رياشي.

وظهرا، استقبل الراعي الوزير السابق مروان شربل وعرض معه الاوضاع العامة على الساحة المحلية والاقليمية.