قال المتحدث باسم الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، إن طهران ستقدم مذكرة احتجاج للوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ بسبب ما وصفته بـ"تسريب وثائق برنامج إيران النووي"، وذلك في تواصل لردود الأفعال الرسمية الإيرانية بعد مضي أسبوع على نشر وثيقة سرية عن البرنامج النووي الإيراني.

 

وجاء الموقف الإيراني الجديد الذي أعلنه كمالوندي، أمس الأحد، بعد أيام من تعليق رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، بقوله: إن بلاده "طلبت عدم نشر أسرار نووية قدمتها أثناء المفاوضات"، مؤكداً أن نشر تفاصيل البرنامج النووي يعد "خرقاً للوعود".

وكانت وكالة "أسوشيتد برس" كشفت، بداية الأسبوع الماضي، عن وثيقة تعتبر اتفاقاً سرياً إلى جانب الاتفاق النووي، وحصلت عليها الوكالة من دبلوماسي كان عمله منصباً على برنامج إيران النووي على مدى عقد من الزمن، وتسنى التأكد من مصداقيتها عن طريق دبلوماسي آخر بحوزته نسخة من الوثيقة، ولم تشر "أسوشيتد برس" إلى هوية الدبلوماسيين بناء على طلب منهما.

ووفق ما سربته الوثيقة فإن عمر "الهروب النووي" لإيران لم يتراجع، على خلاف المأمول من الاتفاق النووي، وبحسب المصادر الدبلوماسية فإن "مجموعة 5+1" وافقت على الجزء المكمل للاتفاق النووي.

وتفيد الوثيقة أن إيران بعد عقد من تطبيق الاتفاق النووي تحصل على أجهزة طرد مركزي متطورة، قد تمكن طهران من التوصل إلى مستويات عالية من اليورانيوم المخصب تساعدها على صناعة قنبلة نووية قبل نهاية فترة الاتفاق.

وبحسب الوثيقة فإن إيران تحصل على ما بين 2500 إلى 3500 جهاز طرد مركزي متطور، تبلغ 5 أضعاف كفاءة العدد المسموح لطهران باستخدامه حالياً من الأجهزة، والمحدد بـ5060 جهاز طرد مركزي.

إلى ذلك، قد يؤثر اتهام الوكالة الدولية بتسريب الوثيقة على علاقات طهران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويتوقع أن ترد الوكالة على اتهام طهران.

خلال الفترة الماضية رحبت إيران بالتقارير التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول تنفيذ طهران للاتفاق النووي، لكنها اعتبرتها دون المتوقع.

وقبل التوصل للاتفاق رفضت إيران التجاوب مع دخول المفتشين للمواقع الحساسة، لكن اتفاق فيينا اشترط تحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الأغراض العسكرية للبرنامج النووي.

بذلك دخل أمين عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، على رأس فريق من المفتشين إلى موقع "بارشين"، بعدما هدد قياديون في الحرس الثوري بسكب الرصاص المذاب في عيون من يدخل تلك المواقع.

وأوضح كمالوندي أنه "لم يكن من المقرر نشر الوثائق للعلن"، مشيراً إلى تأكيد رسمي مسبق من طهران للجنة المشتركة المشرفة على تنفيذ الاتفاق بين إيران والدول الست الكبرى بشأن ضرورة الحفاظ على أسرار البرنامج النووي الإيراني.

وقال صالحي إن بلاده "ترفض نشر ما تخطط له في البرنامج النووي على المدى الطويل"، ووفق ما أدلى به للقناة الرسمية الأولى فإنه حمل "مجموعة 5+1" مسؤولية ما ينشر حول معلومات زودت بها أطراف التفاوض حول برنامجها النووي على مدى العقدين المقبلين. وذكر أنه "لا يوجد دليل على معرفة الجميع بالتفاصيل".

(الخليج اونلاين)