أكد أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين "المرابطون" العميد مصطفى حمدان ان ما حصل في تركيا من محاولة انقلاب جاء نتيجة الانقلاب الحقيقي في تركيا الذي قام به الأخوان المسلمون بقيادة أردوغان حين تسلموا السلطة في تركيا، معتبرا ان  الذي انقلب على النظام التركي هو أردوغان وعبدالله غولن قبل ان يختلفا منذ العام 1999، ويذهب غولن الى منفاه الأميركي، مؤكدا ان خطة أردوغان استندت للسيطرة على تركيا، السيطرة  على الجيش والقضاء والتعليم ، ولفت حمدان في حديث تلفزيوني، الى ان الاعتقالات بالآلاف الحاصلة بعد الانقلاب تثبت اللوائح موضوعة مسبقا من قبل الأمن السري لأردوغان، وهذا يأتي من ضمن اطار خطة لتصفية المعارضين، مشيرا الى ان ما يحصل اليوم هو بداية لأحداث كبيرة ستحدث على الساحة التركية.


ورأى حمدان ان الجيش التركي بعد ان كان رابع اقوى جيش في العالم همش دوره اليوم وتهاوى جنرالاته بشكل سريع أمام هجمة الأمن السري، اما في ما خص الانقلاب فلغولن كما ثبت اليد الطولى  في ادارة الانقلاب، لافتا الى ان والأوامر كانت واضحة بعدم اطلاق النار على المواطنين لأن غولن كان يعتقد ان الشعب سيقف الى جانبه بعد نجاح انقلابه،  ولذلك تحاشى استفزاز الجمهور الأخواني، ولذلك يقوم اردوغان بتصفية مؤيدي غولن في الجيش والادارة والقضاء، أي ان الصراع هو صراع أجنحة بين الأخوان المسلمين، لافتا الى ان لا بد من رصد الجماعات في الجيش التي  بقيت على الحياد خلال الانقلاب، وهي الجماعات العلمانية  التي لم تتدخل في هذا الصراع .
وتطرق حمدان الى دور تركيا في سوريا في السابق، وما سيكون عليه هذا الدور اليوم، إذ بدأ يتضح التغيير في السياسات الخارجية لتركيا، من إعادة العلاقة مع إسرائيل الى الخطوات المتقدمة لإصلاح العلاقات الروسية- التركية، وشدد حمدان على ان لا يمكن لأردوغان ان يستمر في حال لم يحسن علاقاته مع ايران ويوقف تدخله في سوريا.


وفي الشأن السوري كشف حمدان انه لمس خلال زيارة الجبهة العربية التقدمية لسوريا ولقائها الرئيس الأسد، الارتياح الكبير من جانب الأسد للوضع الميداني في سوريا وبخاصة في حلب، مشددا على ان الحسم يتأخر في المدينة لأن هناك مدنيون يتحصن بهم المسلحون، إلا ان الجيش السوري سيستكمل اتمام الطوق على حلب وهو على اهبة الاستعداد لخوض المعركة الفاصلة، اما في الرقة فيمكن ان تتزامن هذه المعركة مع معركة الموصل في العراق، فالقضاء على داعش في سوريا وحدها تنهي الحرب السورية، أما في المناطق حول العاصمة فأكد حمدان تراجع الخطر بشكل كبيرعلى العاصمة ويبقى هناك بؤر ارهابية لا تشكل أي خطر على دمشق، واعتبر ان لا يوجد على ارض الميدان أي معارضة معتدلة في وجه الجيش السوري، وذبح الطفل الفلسطيني من قوات زنكي يثبت ذلك، اما في شأن الحل السياسي في سوريا فاعتبر حمدان ان عدم جدية الأميركيين في الميدان وفشلهم المتواصل يثبت انهم غير جديين كما ليس هناك جدية في دعم واشنطن لمسار المفاوضات، فمواقف الأميركيين متقلبة وغير ثابتة وتتغير بحسب تبدل الوضع الميداني، اما العلاقة بين روسيا وسوريا فتقوم على الثقة المتبادلة وسوريا مرتاحة للدور الروسي في سوريا والتنسيق معها في الميدان، اما الوضع في لبنان فكشف حمدان انه لم يتم التطرق اليه بشكل خاص بل تمحور النقاش مع الأسد عن كيفية استنهاض الحالة القومية العربية في ظل هذا التطييف والمذهبية والتشرذم الحاصل في المنطقة، في حين ان الواقع في لبنان غير مقلق من الناحية الأمنية، وإن كان الجمود السياسي هو الغالب، اذ لا حلول قريبة في الملفات العالقة من رئاسة الجمهورية الى الانتخابات النيابية والقانون الانتخابي،  مشددا على ضرورة  دعم الجيش والقوى الأمنية للإستمرار في التصدي للإرهاب، وختم حمدان ان اجتماع الجامعة العربية المقرر عقده في موريتانيا لن يقدم أي جديد إلا في حال استعادة الجمهورية العربية السورية دورها في الجامعة وذلك من خلال إعادة مقعدها إليها.