سقط الشقيقان محمد حسين وعماد سعدون يزبك من بلدة نحلة-قضاء بعلبك إثر جريمة لا تختلف عن غيرها من الجرائم في منطقة بعلبك ولبنان حين تغيب لغة العقل عند اي اشكال فردي مهما كان صغيراً او تافهاً لتحتل المشهد لغة العنف الجسدي واللفظي وصولاً الى لغة الرصاص التي تستقر في أجساد ضحاياها. هذا ما حصل غروب أمس في بلدة نحلة حين وقع اشكالٌ فرديٌ بين أفراد من عائلتي يزبك وحمدان ليسقط قتيلين وجرحى وسط ذهول اهالي البلدة والمجتمع البعلبكي.

الاشكال بين العائلتين ليس وليد الأمس بل هو نتيجة تراكمات قديمة بدأت حين وجدت ابنة البلدة السبعينية الحاجة ديبة والدة عباس حمدان في تاريخ 4-1-2015 مقتولة بواسطة ضربة الة حادة على رأسها ومرمية داخل مقبرة البلدة.
حينها، أوقفت القوى الامنية زوجة زاهر سعدون يزبك شقيق الضحيتين محمد حسين وعماد، وهي من الجنسية السورية بتهمة القتل حيث كانت استعادت المغدورة ديبة اموال تقاضتها منها الزوجة السورية للقيام بأعمال سحر وشعوذة تخص ديبة.

غروب أمس، توجه زوج السورية (التي لا تزال مسجونة داخل السجن) يرافقه اشقاؤه الضحيتان محمد حسين وعماد وشقيقهم فؤاد وعدد من اقاربهم الى محل تجاري يملكه حمدان في البلدة لمطالبته باسقاط الدعوة القضائية عن الزوجة السورية لتبرئتها من حادثة قتل والدته ديبة. وحينها حصل تلاسنٌ وضربٌ بالأيدي وتهديدات متبادلة بين الطرفين الى أن تطوّر الأمر وشهرَ حمدان السلاح وأطلق النار في اتجاه آل يزبك، ما أدى الى مقتل الضحيتين الشقيقين محمد حسين وعماد متأثرين بجراحهم، واصابة كل من حسين نجل الضحية عماد وهو حالياً في حال حرجة داخل مستشفى دار الحكمة في بعلبك، وشقيقهم الثالث فؤاد الذي بالرغم من اصابته أصرّ على الخروج من المستشفى لفتح عزاء شقيقيه.

وكانت البلدة شهدت توتراً بعد إقدام عدد من شبان آل يزبك على احراق منزل مطلق النار عباس حمدان، وتمكن الجيش من اعادة الهدوء داخل البلدة بعد اتخاذاجراءات أمنية مشددة وتسيير دوريات فيها وتنفيذ عمليات دهم بحثاً عن حمدان.

يحفل التاريخ البشري بمشهد عدوان الإنسان على أخيه منذ قصة ابني آدم المذكورة في سورة المائدة في القرآن الكريم : "فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ". محمد حسين وعماد ليسا أول الضحايا ولن يكونا اخرها طالما بقيَ منطق تفلت السلاح سائداً.

النهار