"تنذكر وما تنعاد" كلمة أضحت على لسان كل جنوبي عاش ويلات الحرب بدءا من حرب الـ9 أيام إلى حرب تموز 2006 حيث عاش عذاب فقدان عائلته او صديقه أو أحد أفراد أسرته فتماسك أمام  قناة المنار قائلا "لبيك يا نصرالله" و "وكلنا فداك" وفي الخفاء قال "الله لا يوفقك يا نصرالله بدنا نرجع عبيوتنا". فيوم أمس من العام 2006 أقدم حزب الله على أسر جنديين اسرائيليين بعملية نوعية على حدّ قوله وما كان من نتائج فعلته إلا أن فتح المجال أمام صواريخ الطائرات الإسرائيلية لتلتهم الجسور والمنازل دون أن تشعر للحظة واحدة بالشبع بل إن جوعها كان يشتدّ يوما بعد يوم واستمر الأمر على هذا الحال 33 يوما، أصبحت الضاحية فيهم شبه موجودة والجنوب أبيد. ويا للسخرية فحزب الله يتغنّى اليوم بانتصار وهمي لم يحقق منه شيئا سوى المزيد من الألم لأهالي الجنوب. 
أذكر جيّدا حين قٌصفت البارجة الحربية الإسرائيلية في 14 تموز 2006، حينها قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عبر الهاتف : إنظروا اليها تحترق وستغرق ومعها عشرات الجنود الاسرائيليين الصهاينة ... فهو تغنّى حينها بقصف بارجة واحدة ردّا على تدمير البنى التحتية ومنازل الجنوبيين وقتل عائلاتهم وكأنه كان بذلك يحاول أن يستمتع بنصر ممزوج بطعم الهزيمة علّه بذلك يعطي القليل من الأمل لمن هربوا وتهجّروا إلى سوريا وغيرها. وأذكر جيّدا كيف كنّا ننام في ملجأ واحد قبل أن تتسنى لنا فرصة ترك منزلنا.
 كنّا نستيقظ ليلا على أصوات الأطفال يصرخون، بينما كانت طائرات العدو تقتحم سكينتنا التي لم تكن تتعدى الـ 10 دقائق بصاروخ آخر يستهدف إما منزلا أو فردا معينا كما أنني لا أنسى كيف وجدت منزلنا مليء بدماء الشباب المقاتلين عندما انتهت الحرب وما زالت هذه المشاهد السوداوية تنغّص تفكيري مع كل تموز جديد. فكيف تتغنوا يا جمهور الممانعة بانتصار على عدوّ تقولون أن جنودكم أقوى منه؟ وأنتم تعادلتم في حربكم مع اسرائيل حيث أنكم لم تخرجوا لا منتصرين ولا مهزومين إسوة بالعدو.
 كفاكم تفاخراً بقصف بارجة واحدة ومنازل الجنوب أصبحت رمادا في ذلك الوقت وكفاكم القول بأنكم انتصرتم وستنتصرون بدماء شهدائكم، لأن من سينتصر دائما هو المشروع الفارسي فكما يأمركم ولي نعمتكم تنفّذون.