علّقت على قول المسؤول المهم جداً نفسه الذي يتابع الشرق الأوسط وقضاياه في "الإدارة" المهمة الثالثة نفسها داخل الإدارة الأميركية أن "هناك معتدلين ومتشددين داخل النظام الاسلامي في إيران ولكن ليس إلى درجة الخلاف"، قلتُ: في إيران اليوم نظام الحزبين وحدّ أدنى من الديموقراطية. طبعاً يمنع النظام ترشيح الآلاف أنفسهم في انتخابات مجلس الشورى ومجالس أخرى، لكنه لا يزوّر في الصناديق ويقبل الفائز وإن كان غير مرضي عنه من الولي الفقيه. ثم شرحت ما ورد في "مواقف" سابقة عن اقتناع إيران بضرورة الانفتاح على أميركا. ولفت الى أن المنطقة صارت في حاجة الى قيادة جماعية. فردّ: "هناك خوف في الخليج من السعودية. الكويت تخافها وقطر. والامارات تخلت طوعاً قبل سنوات كثيرة عن قسم من أراضيها أكبر مساحة من التي كانت تطالب بها السعودية تلافياً للمشكلات معها". علّقت: اقترحت السعودية قبل وفاة مليكها عبدالله تحويل مجلس التعاون الخليجي اتحاداً. رُفض الاقتراح ولكن بالقول إنه يحتاج الى درس. هناك أمر مهم وهو التحوّل الجاري في السعودية بعد إعلانها الحرب في اليمن من دولة مسالمة دفاعية وانكفائية الى دولة عسكرية. وهذا التحوّل سيكتمل سواء ربحت حربها أو خسرتها، وسواء تأثرت بها العائلة المالكة أو لا. لم يعلّق المسؤول المهمّ نفسه على كلامي، وقال: "لننتقل الى لبنان ولنحكِ عن "حزب الله" وأمينه العام حسن نصرالله. هو يبدو في نظر الكثيرين Sharp أي صارم وذكي ويقِظ وحذر ونشيط. أخبرني عنه". قلت: السيد نصرالله ذكي جداً و"شاطر" وصاحب كاريزما قوية. نجح في استقطاب شعبية واسعة عند شيعة لبنان وفي تحويل "حزبه" قوة إقليمية مهمة. إيران تحتاج إليه في سوريا ولبنان وتحميه وستحميه. وإسرائيل بدأت تعترف بما يُسمّى توازن الردع معه. ردّ: "إيران تحميه وستحميه لأنه رجُلها ولأن "الحزب" الذي يتزعّمه هو حزبُها". علّقت: ليس ذلك فقط. بل لأن حزبه سبب مجدها. رفع علم فلسطين الذي رفعه الخميني بعد تأسيسه نظامها الاسلامي، وحقق انتصاراً على إسرائيل عام 2000 بإجبارها على الانسحاب من لبنان، وعام 2006 بمنعها من تحقيق أهداف حربها على حزبه. وعلم فلسطين أساساً سنّي. أي صار لإيران بواسطة "حزب الله" شعبية واسعة جداً في العالم الاسلامي العربي وغير العربي. طبعاً تغيّر ذلك الآن. في أي حال "حزب الله"، وقد لا تحب ما سأقوله، فيه مؤسسات، وكل واحدة منها تقوم بعملها وأحياناً تحصل انتخابات داخلها أو عمليات تصويت. وهذا أمر لا تشهده أحزاب وحركات لبنانية أخرى بما في ذلك الشيعية. علّق: "نبيه بري رئيس "حركة أمل" صار هرماً إذ تبلغ سنّه قرابة 80 سنة إذا لم يكن أكثر. هل هناك آلية مؤسساتية لاختيار بديل منه في حال حصل له مكروه أو إذا غادر هذه الدنيا؟"، أجبت: هناك مؤسسات في "أمل" يُقال إنها شكلية. ويُقال أيضاً إن نفوذ "حزب الله" داخلها كبير جداً. فضلاً عن ان الصراع المذهبي الحاد يفرض عليها وعلى "الحزب" البقاء سوية. سأل: "ماذا عن سعد الحريري. لا يبدو أن السعودية "الحالية" تحبّه ولا تمده بالمال كما في السابق. ويبدو أنه لا يريد "صرف" مال في لبنان ويعيش خارجه. كيف يمكن أن يبقى زعيماً وهو خارج بلاده؟". شرحت أنه مختلف عن والده الراحل رفيق الحريري، وأنه تسلم "زعامته" من دون إعداد سابق، وأنه ليس مثله وأن والده كان يعمل كثيراً وكان خلاقاً الى درجة جعلت أحد أقرب معاونيه إليه يقول حسداً ربما: ليس المهم من يجمع الثروة وكيف بل من يديرها. سأل عن إسرائيل فأجبت: لا بد من طرح حل الدولتين يوماً ما وجدّياً بموافقة أميركا. ولا أعتقد أن إيران ستمانع أو تمنع لأنها لم تمانع سابقاً في مفاوضات الأسد الراحل وإسرائيل. وانهى اللقاء بكلام عن روسيا: "كانت عندها مشكلة في السلاح وتعمل على تحديثه. إلا أنها أظهرت بواسطة تدخّلها في سوريا قدرة على الحركة السريعة وأنها بدأت عملية "التحديث" وأن جيشها قام بعمله. كما أنها عرضت أسلحتها للمنطقة والزبائن والعالم".
ماذا في جعبة فريق مهم مهمته مكافحة الإرهاب من الناحيتين الأمنية والعسكرية في "الإدارة" المهمة الثالثة نفسها داخل الإدارة الأميركية.