في جريمة وحشية هزت منطقة ضهر العين في الشمال، تعرضت فتاة قاصر، وهي من سكان منطقة أبي سمراء في طرابلس، للإغتصاب مساء الأحد من قبل 3 شبان من منطقة الزاهرية.
هي فتاة لم تكمل السادسة عشرة من عمرها، دفعها التهديد بالفضيحة إلى أن تصمت لمدة ثلاثة أشهرٍ، خوفًا مما قد يقولونه عنها، لأنها في مجتمع لا يرحم.
ثلاثة أشهر من الصمت الذي يقتل لا أحد يعرف كم عدد المرات التي فكرت فيها الضحية في الإنتحار كي تتخلص من العار الذي سيلحقه بها عنوة مجتمعنا المريض.
في التفاصيل، إن الفتاة وهي من مواليد العام 2000، أحضرت إلى عيادة الطبيب النسائي عاصم معاليقي في الميناء، فتبين بعد الكشف عليها أنها تعرضت للإغتصاب، فقام بإبلاغ فصيلة الميناء بالجريمة.
وعلى الفور، تم إحضار الفتاة القاصر الى مركز الفصيلة وتبين أن الشبان الثلاثة هم خالد م، حسام د. ومحمد نجيب، قاموا بإغتصابها، وهم جميعاً من سكان الزاهرية، وسرعان ما تمّ إلقاء القبض عليهم وتوقيفهم.
وعليه، فقد نقلت بعض وسائل الإعلام حديث والد القاصر المغتصبة الذي نفى بدوره ما تمّ نشره عن سفره وغيابه مؤكدًا أنه لم يغادر لبنان وأضاف أن والدتها ليست بمتوفاة وهي متزوجة وتسكن في منطقة أبي سمراء، كاشفًا عن هوية المغتصب الرابع وقد تم القبض عليه وهو نصوح خضر، على أن المعلومات لم تؤكد بعد ما إذا كان الأخير، وهو من سلم مفتاح الشقة موجودًا لحظة الجريمة أم أنه أعطى مفاتيح منزله إلى الشبان الثلاثة.
وإنه لمن المؤسف أن تتحول مآسي الناس إلى مادة للسبق الصحفي، فنشر إسم الفتاة التي تعرّضت للإغتصاب في منطقة الكورة يشكل إنتهاكًا إضافياً لحقوقها.
فإذا كان الفعل الذي تعرضت له يشكل إنتهاكًا لسلامتها الجسدية والنفسية، فإن نشر إسمها من شأنه دمغها بوصمة العار وعزلها مجتمعياً، والقضاء على مستقبلها على كافة الصعد: من تحصيل علمي، إلى انخراط في سوق العمل وإلى تكوين عائلة.