كلّ الروايات التي تنسج عن القياديّ في «كتائب عبد الله عزّام» خالد العجمي، بدت أثناء استجوابه، أمس، كما لو أنّها مجرد شائعات كبيرة.
الرّجل الذي «عذّب» القوى الأمنيّة ورسمت مخابرات الجيش خطّة «على شرفه» ليتمّ إلقاء القبض عليه بجانب منزل إحدى قريباته في الأوزاعي بعد ورود معلومات أنّه يتردّد إلى «مستشفى المقاصد» حيث كان يخضع والده للعلاج، أوحى أنّه بعيد كلّ البعد عن كل مّا يحكى عنه.
وحتى الاعترافات التي قالها العجمي والملقب بـ «خالد رحومي» بعد إلقاء القبض عليه بأنّه كان مكلفاً مع آخرين بـ «التحضير لعمليات أمنية ضخمة في بعض المناطق اللبنانية، وأخرى تستهدف مواقع الجيش اللبناني بالإضافة إلى التحضير لعمليات خطف لقاء فدية تستهدف رجال اعمال ورؤساء مؤسسات تجارية واتّهامه بمحاولة اقتحام سجن رومية لتحرير الموقوفين».. اعتبرها الرّجل مجرد أقوال.
طوال فترة استجوابه من قبل رئيس المحكمة العسكريّة العميد الرّكن الطيّار خليل إبراهيم، أمس، نسف رحومي كل الصّور النمطية المرسومة عنه.
المتّهم بأنّه أحد قياديي «عبد الله عزام» وأنه تنقّل بين أكثر من تنظيم مسلّح وأحد المقرّبين من الشيخ المتشدّد درويش خنجر الذي كان يدعو إلى الجهاد في سوريا منذ 2012، يشير إلى أنّه لا يعرف أي معلومة، بل إنّ كل ما يعرفه هو من خلال معلومات تواترت إلى مسمعه أثناء فترة سجنه في رومية!
أراد الشاب العشريني أن يقنع رئيس المحكمة أنّ جلّ ما كان يريده عندما انتقل مع قائد خليّة غزّة البقاعيّة المنتمي إلى «النصرة» مأمون حمّود الملقّب بـ «أبو النّور» (قُتل أثناء مداهمة للجيش في البقاع وهو ينقل متفجرات واسلحة كانت ستستخدم في تفخيخ سيارات واستهداف دوريّة للجمارك وسرقة سيارات لتفخيخها وسلب محال للمجوهرات ومصارف)، هو بقصد اللجوء الظرفي ولفترة من الزمن إلى سوريا هرباً من مداهمات الجيش الدورية لمنزله.
هكذا يحاول رحومي نفي الأخبار الواردة من خلف الحدود بأنّه كان مقاتلاً شرساً في سوريا، ليلفت الانتباه إلى أنّ «أبو النّور» هو من توسّط له لدى «بشائر النصر» المرتبطة بـ «كتائب عزّام» كي يبقى في مقرّهم العسكريّ، بعد مرورهما على منزل الشيخ عمر الأطرش في عرسال ثم وصولهما إلى جوسيه عن طريق مشاريع القاع.
يصرّ خالد رحومي على مقولة عدم مشاركته في القتال «لأنّه لم تكن توجد معارك في حينه»، وذلك برغم بقائه في سوريا لأكثر من سنة وانتقاله إلى لبنان في العام 2013 حينما صار يتنقّل بين عرسال ومجدل عنجر وجوسيه، واعترافه بأنّه شارك شخصياً في معركة معلولا ويبرود بالإضافة إلى التحضير لأعمال إرهابية وتفخيخ سيارات وإرسالها إلى لبنان.
ينفي الموقوف أيضاً معرفته بالأعمال التي كان يحضّر لها «أبو «النّور»، ولا حتى بالشخص من آل الأطرش الذي تعرّف عليه عبر الشيخ فهد النميري الملقّب بـ «أبو دجّانة»، بغية تسهيل مروره من لبنان إلى سوريا والعكس، ووصله أيضاً بعدد من التنظيمات الإرهابيّة الموجودة في عرسال.
بذل ابن مجدل عنجر كلّ ما في وسعه من أجل أن تتأكّد هيئة المحكمة العسكريّة بأنّه طوال فترة مكوثه في سوريا وتقرّبه من القياديّ في «عبد الله عزّام» خالد حميّد الملقّب بـ «أبو عزّام» والوريث الشرعي للقيادي أبو عبد الرحمن الدرعاوي، لا يعرف شيئاً عن «كتائب عزّام» ولم يتعرّف عليها فعلياً إلا في رومية «لأنّه لم يلمع اسمها إلا بعد تنفيذها تفجيرات في لبنان»!
لائحة النفي والإنكار كادت تطول، قبل أن يقطع العميد إبراهيم حبل أفكار الموقوف، ويرجئ الجلسة إلى 19 تمّوز المقبل لاستكمال الاستجواب.

السفير