شهد يوم القدس العالمي في بعض المدن الايرانية منها مدينة أصفهان رفع هتافات منددة بالتدخل الايراني في سوريا من قبل قسم من المشاركين. 


يحيى يوم القدس العالمي في ايران وعدد من البلدان في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك منذ 35 عاما بعد انتصار الثورة الاسلامية في إيران تلبية لنداء الامام الخميني الذي تبنى مقترح آية الله العظمي الشيخ المنتظري بتسمية آخر يوم الجمعة من شهر رمضان احياء لذكرى القدس الذي احتله الصهاينة.


ولفهم مدى اهمية القدس في المخيال الجمعي الإيراني يكفي ان نعرف بأن " طريق القدس يمر عبر كربلا" كان يشكل أحد الشعارات الاساسية للنظام والشعب الايراني طيلة الحرب العراقية الايرانية 8 اعوام. وبعد انتهاء تلك الحرب وخاصة بعد سقوط الطاغية صدام حسين انتبه الرأي العام الايراني بأن لم يحدث اي تقدم باتجاه القدس حتى بعد تحرير الكربلا والنجف والعراق كله من يد المجرم صدام حسين. وحتى صعود الفريق العراقي المتحالف مع إيران الى كرسي الرئاسة لم يزدد إلا توتر الاوضاع في العراق ولم يؤد الى التهيؤ لتحرير القدس بل أدى فيما أدى الى خسارة الموصل والفلوجة والانبار.


اما الوضع السياسي تجاه ما يجري في سوريا لا يختلف كثيرا وواضح بأن طريق القدس هذه المرة لن يمر عبر دمشق وحلب والرقة. فالتجأ النظام الإيراني الى اتخاد شعار الدفاع عن المقامات المقدسة كذريعة لتدخلها هناك. 
ومع تزايد حجم الخسائر التي تتكبدها إيران في سوريا بدء هذا الشعار يفقد مصداقيته خاصة نظرا الى حجم الدعم الهائل الذي يقدمه النظام الى بشار الأسد. 


وكان لافتا كما تشاهدون بأن الجمهور لن يرفع شعارا ضد الدعم للشعب الفلسطيني ولا اللبناني وانما يرفعون شعارات منددة للتدخل في سوريا ومطالبين بالتوجه نحو الداخل وتحسين الظروف المعيشية للشعب الايراني. 


 ربما يمكن القول بأن معركة خان طومان أحدثت صدمة للرأي العام الايراني بأن الدفاع عن بشار الاسد لم يعد ممكنا فضلا عن انه ليس فيه جدوى خاصة في ظل الخداع الروسي الذي لا يهمه الا مصالحه.


وهكذا يعبر الشعب الايراني عن رأيه إن من خلال المواقع الاجتماعية وإن من خلال مسيرات شعبية للاحتفال بيوم القدس العالمي. طالما لم يسمح بإطلاق أية مظاهرة شعبية غير حكومية فإن المظاهرات الرسمية التي تدعو لها النظام توفر فرصة للتعبير عن آراء شرائح للشعب ولو ان تلك الفرص قصيرة وعابرة.