أذهل أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الرأي العام الإيراني بخطابه الأخير الذي صرح فيه بأن "موازنة “حزب الله” وسلاحه وأمواله من الجمهورية الإيرانية، ولن يستطيع أيّ قانون منع وصول هذه الأموال إلينا" وفور تلك التصريحات ابدى الرأي العام الإيراني استياءه من تلك الكلمات المفاجأة التي كان يتجنب السيد نصر الله عن التفوه بها قبل وضع حزب الله على قائمة الإرهاب وفرض العقوبة المصرفية عليه.

ضغط الرأي العام دفع الحرس الثوري الإيراني على تبرير كلام أمين عام حزب الله، وقال مسؤول العلاقات العامة للحرس الثوري بأنه يرى بأن إعلان السيد نصر الله عن المصدر المالي الوحيد للحزب إنما يهدف إلى تطمين خط المقاومة أمام الصهاينة مضيفاً بأن تلك التصريحات تمثل رسالة للبلدان العربية ودحضاً لمحاولات حكام السعودية قليلي الخبرة والتيارات التكفيرية التي تريد أن تُظهر الشيعة وإيران كالعدو الأول للعرب والسنة واعتبار الكيان الصهيوني كالعدو البعيد.

وفيما يتعلق باستغلال أعداء إيران من تصريحات السيد نصر الله قال رمضان شريف بأن الصهاينة وحلفاؤه الغربيين والعرب يؤكدون دوماً عبر المحافل الدولية على دعم إيران لحركة حماس وهم لا يتمكنون من فعل شيئ أكثر مما فعلوا حتى الآن. ونفى شريف أن توفر تصريحات نصر الله ذرائع جديدة لهم.

ولكن على عكس ما يقول به مسؤول العلاقات العامة في الحرس الثوري، أعطت تصريحات السيد نصر الله أولى ثمارها في تصريحات الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض الذي قال رداً على تلك التصريحات "إننا نطالب كل طرف يمول حزب الله بأن يتوقف عن تمويله، نحن ندرك أن إيران تمول الإرهاب، ونعرف أن إيران تدعم حزب الله، لذا فرضنا أقسى العقوبات الاقتصادية عليها، ومن المهم أن يدركوا مدى تورطهم في هذا الدعم ".

ويعتبر الرأي العام الإيراني أيضاً إن تصريحات أمين عام حزب الله لا ينفعه ويضر بالمصالح الإيرانية، خاصة في فترة رفع العقوبات التي تعهد الولايات المتحدة والدول 5 الأخرى بتحققه بعد الاتفاق النووي.

وفيما يتعلق باسباب تفوه السيد نصر الله بتلك التصريحات يقول الناشط السياسي الإيراني ابراهيم أصغر زاده بأن في هذا الوقت العصيب الذي خطت حكومة الرئيس روحاني خطوات كبيرة من أحل مكافحة الإرهاب وتنفيذ قانون مكافحة غسيل الأموال وتحقيق الشفافية المالية مما أدت إلى شطب إيران من اللائحة الدولية للدول المتورطة في غسيل الأموال لأول مرة في شهر يونيو، هل كانت هناك ضرورة تقتضي بتصريح السيد نصر الله بتلك الكلمات؟!

واضاف أصغر زاده بأن السيد نصر الله من وراء تصريحه بأنه يستلم جميع تكاليفه من إيران في وقت خمدت المصارف اللبنانية العشرات من حسابات الحزب تجنباً من العقوبات ما ذا يريد لأن يحققه عبر تلك التصريحات المسيئة للأمن القومي الإيراني؟

مجمل القول إن السيد حسن نصر الله تعرض بسب تلك التصريحات لأوسع هجوم من قبل الرأي العام الإيراني منذ عقود. 

ولا أحد يعلم المصالح التي دفعت السيد نصر الله بتلك التصريحات، وربما يرى الراي العام الإيراني أن أي عقوبة جديدة على إيران سببه تصريحات السيد نصر الله.