طرح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على الأطراف في هيئة الحوار الوطني فكرة السلة الكاملة  للأزمة اللبنانية. وهذه السلة تشمل الإتفاق على عدة ملفات دفعة واحدة لحلحلة الوضع المتأزم منذ أكثر من 3 سنين.

ماذا تشمل السلة المتكاملة:

عدة ملفات مطروحة للإتفاق عليها ضمن هذه السلة وأهمها ملف رئاسة الجمهورية ومن سيستلم رئاسة الحكومة المقبلة  والحصص الوزارية والبيان الوزاري وقانون الإنتخابات النيابية وإجراء هذه الإنتخابات ووقت إجرائها  إذا كان قبل أو بعد  إنتخاب رئيس للجمهورية وكيفية إجرائها، أضف إلى ملف التعيينات الأمنية خصوصا ملف مدير جهاز أمن الدولة وقائد الجيش وغيرها من المواضيع الشائكة كملف النفط.
هذه القضايا تشكل عامل خلاف بين القوى السياسية ويوجد صعوبة في حلحلة أي ملف منها بالأخص ملف الرئاسة الأولى، فكانت الفكرة أن يتم عقد خلوة لثلاثة أيام متتالية في 2، 3 و 4 آب ليصار إلى الإتفاق وهذه الخلوة إعتبرها بري الخرطوشة الاخيرة وخصوصا في ملف قانون الانتخابات وإلا العودة الى الستين، ومن هنا شبه البعض هذا الموضوع بإتفاق الدوحة 2008  ولكنها دوحة صغيرة صنعت في لبنان.

العقبات أمام هذه السلة:

لم تعجب هذه الفكرة العديد من القوى خصوصا في 14 آذار لجهة أن أول من طرح فكرة السلة الكاملة  هو السيد نصر الله لا الرئيس بري الذي يحاول التسويق للفكرة.
أيضا، هناك هاجس مستمر لدى هذه القوى وخصوصا تيار المستقبل من أي طرح قد يطيح بإتفاق الطائف لذلك كان الإصرار الإعلامي والسياسي من فعاليات التيار هو التركيز على إعطاء وصف لهذا الطرح على أنه تمهيد لمؤتمر تأسيسي جديد يحاول حزب الله تمريره من خلال السلة الكاملة وخصوصا أن أول من عرض على اللبنانيين فكرة المؤتمر التأسيسي هو السيد نصر الله نفسه وتراجع فيما بعض لكن بقيت أوساط إعلامية مقربة من الحزب تطالب به بعد تراجعه.
وترى قوى 14 آذار أنه يجب عدم إستبدال مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية والإجرائية بهيئة الحوار الوطني التي باتت كمجلس أعلى في الدولة، وأي عمل أو تفكير في هذا الإتجاه هو لعب بالنار وإطاحة بإتفاق الطائف.
لذلك تحرص هذه القوى على تقديم لغة تحذيرية وتهويلية من الطرح وتناقشه بروية بعيدا عن المخاطرة بأسس الطائف، وتحاول تكريس الإتفاق من جديد.
وقد أبدى الرئيس بري حرصا على الطائف، وجعله مرجعية وسقف لأي إتفاق وطمأن هذه القوى بأن الإتفاق هو ليس للإطاحة بالطائف.
ولكن الرئيس السنيورة يرى في السلة الكاملة إلتفافا على الدستور اللبناني. فموضوع طاولة الحوار الأساسي هو الإتفاق على إنتخاب رئيس للجمهورية والسلة بنظره هي مخالفة للدستور لجهة  أنه هناك إستشارات لتكليف رئيس للحكومة يقوم بها رئيس الجمهورية ولا يمكن الإتفاق عليها قبل إنتخابه فهذه مصادرة لصلاحياته. ويعتبر السنيورة محرك الهجوم على مبادرة بري، فيما أبدى جنبلاط دعمه لها وأبدت أوساط فرنسية تشجيعها لهذه المبادرة  ونفى حزب الله أي نوايا بإتجاه مؤتمر تأسيسي.
وطرحت في آخر جلسة للحوار قضية إلغاء الطائفية السياسية ومجلس الشيوخ واللامركزية وهي أفكار الطائف، لكن هذه المواضيع لا زالت موضع جدل بين الأطراف اللبنانية وهذا ما شجع السنيورة إلى إستغلال الوضع والمطالبة بحصر النقاش بملف رئاسة الجمهورية لأنه مفتاح لحلحلة باقي القضايا.

تحييد لبنان عن قضايا المنطقة:

لا شك أن الرئيس بري تعمد تحديد آب لإعتبارات عدة هو يدركها، أضف أنه يعي جيدا أهمية الزلزال البريطاني وتأثيراته على المنطقة، ويدرك أن هناك جو من التأزم يشهده الإقليم.
فالإتفاق في لبنان لا يمر ولا يتم إلا من خلال توافق وإتفاق تيار المستقبل وحزب الله وهذا الموضوع صعب حاليا لتوتر المشهد الإقليمي بين إيران والسعودية.
وقد يكون تمسك حزب الله بالسلة هو من باب الضغط على الحريري لكي يجاريه في لعبة الوقت وكذلك يفعل تيار المستقبل لأن الكل يدرك أن الإتفاق في أي ساحة من ساحات الشرق الأوسط مرتبط بجلوس إيران والسعودية على طاولة المفاوضات والبدء بالحوار.
لعل آب يكون موعد للتفاوض أو إكمال الصراع.