فور إقالة معاونه في شؤون الشرق الأوسط  حسين أمير عبداللهيان بدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف جولته الأوربية بزيارة فرنسا حيث استقبله الرئيس الفرنسي هولاند في قصر الإليزيه وألقى كلمة في البرلمان الفرنسي، ولكن في نفس الوقت الذي يواصل الوزير زيارته الرسمية في فرنسا قبل السفر إلى هولندا، لم يوقف المحافظون المتشددون هجومهم الإعلامي عليه عقوبة على إقالته معاونه أمير عبد اللهيان الذي يعبر عنه بعض المتشددين بـ " الدبلوماسي المقاوم" لشدة قربه من الحرس الثوري.  

مع مرور الوقت يتعاظم حجم سخط المحافظين المتشددين من إقالة أمير عبد اللهيان، وربما يتعرض الوزير ظريف إلى التهمة بالعمالة، علماً بأن هناك متشددون لا يترددون في استخدام أي وسيلة للوصول إلى غاياتهم التي يعتبرونها مقدسة.  

والدليل على ذلك هو البيان الصادر من فروع قوات التعبئة الباسيج التابعة للحرس الثوري في ستة جامعات بطهران الذي يدّعي بأن إقالة حسين أمير عبد اللهيان من منصبه مرتبط باللقاء الأخير بين ظريف ونظيره الأمريكي جان كيري.  

وهناك آخرون يدّعون بأن ظريف اقال أمير عبد اللهيان استرضاء للعرب أو استجابة لرغباتهم، لأن الأخير كان يتخذ مواقف متشددة تجاه العرب وخاصة السعودية وكان غير مرغوب لديهم.  

حتى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني النائب المحافظ علاء الدين بروجردي لم يخف عدم رضاه من إقالة أمير عبد اللهيان.  

هذا وأن مبدء فصل السلطات يمنع السلطات الثلاث من التدخل في الشؤون الخاصة لبعضهم البعض وهذا تدخل سافر في صلاحيات الوزير ظريف، فضلاً عن أن بروجردي يتذكر عندما أقال الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وزير خارجيته منوتشهر متكي وهو كان في زيارة رسمية للسنغال وتم الإعلان عن اقالته وهو ضيف عند الرئيس السنغالي وأخبره الأخير بأن أقيل عن منصبه وقال له :منذ اللحظة ستكون ضيفاً لشخصي!   

هل كان من حق أحمدي نجاد أن يتصرف مع وزرائه كيفما كان يشاء والآن ليس من حق وزير الخارجية أن يقيل معاونه الذي استمر في منصبه أكثر من أربعة أعوام؟!   هل كان يجب على الوزير ظريف أن يستأذن خصومه من المتشددين ويسترضيهم من قراره؟   

قبيل مغادرته إلى فرنسا اطلق ظريف الدفعة الأولى من ردوده على منتقديه قائلاً: "إن أكبر إساءة إلى إيران هو أن يعتبر بأن تداول السلطات في إيران يتم وفق رغبات الأجانب" نافياً وجود أي إرادة أجنبية سواء إقليمية أو دولية على تلك القرارات، مصرحاً بأن قرار الإعفاء الأخير تم اتخاذه منذ ثلاثة اشهر وليس قبل ايام.  

سوف يعود ظريف من هولندا إلى بلده وهو يستعد لتقلي الانتقادات الحادة التي سوف تستمر على هذا القرار من قبل المتشددين وربما يخفف عن حدته عطلة عيد فطر المبارك.