بعد إشاعات تم تكرارها عدة مرّات حول إعفاء حسين أمير عبد اللهيان من منصبه كمعاون وزير خارجية إيران في شؤون الشرق الأوسط وجد الوزير محمد جواد ظريف منتصف شهر الله المبارك مناسبة لعدد من التعيينات في طاقم وزارته وأهمهم إعفاء حسين أمير عبد اللهيان وتعيين حسين جابري أنصاري المتحدث السابق لوزارة الخارجية مكانه.  

وبالرغم من أن ظريف عيّن أمير عبد اللهيان كمستشار له بعد إعفائه من منصبه، إلا أن المحافظين المتشددين لم يٌخفوا استياءهم من هذا الإعفاء والتعيين الذي هو منصب رمزي فارغ من أي دور.  

وعنون صحيفة وطن إمروز المحافظ المتشدد اليوم الاثنين : إعفاء الدبلوماسي المقاوم!

ما يعكس شدة امتعاض المحافظين المتشددين من إعفاء امير عبد اللهيان الذي اعتبره مراقبون بأنه كان مقرب جداً من الحرس الثوري ويمثل مواقفهم في الشرق الأوسط.  

ولكن الإصلاحيون رحّبوا بإعفاء أمير عبد اللهيان وتعيين جابري أنصاري معتبرين خطوة الوزير ظريف إيجابية في طريق عودة وزارة الخارجية الإيرانية إلى الشرق الأوسط بعد تجاهلها إياه لفترة استمرت منذ مجيئ الرئيس روحاني في 2012.  

لا شك في أن المعفى عنه الذي استمر ولايته أكثر من أربعة أعوام منذ 2011 في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد كان أكثر انسجاماً مع سياسات الأخير ولم يكن منسجما مائة في المائة مع اتجاهات الحكومة الجديدة، ولذا اعتبرته الصحف المحافظة الدبلوماسي المقاوم.

ومنذ بداية ولاية الرئيس روحاني أوصى دبلوماسيون سابقون الوزير ظريف بتغيير مدراء شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية ولكن بما أن الحكومة الجديدة كان همه الأول الخوض في المفاوضات النووية مع الدول 5+1 لم يرى ظريف الظروف مؤاتية لإعفاء حسين أمير عبد اللهيان وتريث حتى تنتهي مدة ولايته التي هي 4 أعوام.  

وهناك مراقبون آخرون يعتبرون بأن السياسات الإيرانية تجاه الشرق الأوسط يتم اتخاذها في مواقع أخرى غير الحكومة وغير وزارة الخارجية ولهذا لن يؤثر إعفاء الدبلوماسي المقاوم على تلك السياسات وينبغي عدم التعويل على هكذا تعيينات.  

وهناك آخرون يعتبرون بأن إعفاء أمير عبد اللهيان ضوء أخضر بالنسبة للسعودية عبر استبدال الحمائم بالصقور.

ولكن يبدو أن هذه الرؤية تفتقد إلى الدقة، حيث ثبت في إيران بأن الاتجاهات العامة للسياسة الخارجية تجاه الشرق الأوسط لن تتغير بتغيير مدراء بمستوى معاوني وزير الخارجية.

فإن إعفاء الدبلوماسي المقاوم لن يُحدث تغيير مادام العسكري المقاوم ( قاسم سليماني) يتردد بين طهران وبغداد وهو الآن في الفلوجة، بصفة المستشار العسكري للحكومة العراقية وفق وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري).