فهل يفشل في العمل الحزبي كما فشل في العمل النقابي ؟ باع حنّا غريب ما كان اشتراه بالأمس من مصداقية حزبية كانت مفقودة الى غير رجعة مع الأمين العام السابق للحزب الشيوعي خالد حدادة الذي ارتضى أن يتموقع  حزبه أو أن يتموضع في وسط 8 آذار من قبل أن ينزل الى وسط بيروت لتضييع فرصة ممكنة لحركة عفوية فرضتها سياسات النفايات للطبقة السياسية المُتحكمة بالدولة والمعارضة معاً .

يبدو أن عملية البيع تمّت بعد أن أصبح حنّا غريب أميناً للحزب كتسوية مشروطة بالمحافظة على ثوابت مرتبطة بعناوين السيطرة السياسية للمقاومة وبدفع جُزئي نحو تلبية رغبات التعاطي السليم مع المنظمة كحزب ماركسي مناضل لصالح الطبقة العاملة او القضايا الاجتماعية المحقة .

وقد اتضح ذلك من خلال تصريحات حنّا في الانتخابات البلدية والتي قادها جنوباً ضدّ السلطة وضدّ المقاومة ورفض أن يكون دخيلاً على لوائح المقاومة والتنمية وقرر" التماشي " مع رغبة القاعدة الحزبية التي أثبتت حضوراً اخترق في قرى كثيرة لوائح المحدلة .

ومن خلال التراجع الذي  أبداه في ادانته للسياسات المالية  الأمريكية  بحق حزب الله وخوفه عليه من بعد أن دخل في سلطة فاسدة لا يملك  فيها سوى تغطيتها لصالح شرعية السلاح .

هذا المنطق  " الحنّاوي " تجديد للخطاب " الحدادي " أي أن الأمين الحالي ما هو الاّ نسخة طبق الأصل عن الأمين السابق للحزب الأمر الذي يؤكد التمهيد المُبرمج لوصول حنّا الى أمانة محكومة بسقف سياسي وطائفي معاً وهذا ما يلغي من عملية التجديد في المضمون الشيوعي كما أدّعى غير المتمادين مع مجيء حدادة كفلتة شوط انتخابي في لحظة ضياع للقيادة المركزية على ضوء الظروف الراهنة .

طبعاً لا ننكر على الحزب طبيعة ما ينسجم مع مفهومه الطبقي ولكننا ندين ما ينكره ويستخدمه في التأييد لظواهر مكروهة في الأدب الماركسي وهذا ما جعله عرضة للانتقاد من قبل ماركسيين لم يعد يجدوا في الحزب الاّ اسمه وقد أحلت محل ومكان الشيوعية محاور مصطنعة من قبيل الطائفة الممانعة أي غير المُطعمة بطعم أميركي .

حبذا لو يترك الحزب فعلاً كما كان مُقرراً لحظة سقوط الاتحاد السوفياتي  "شيوعيته " ويطلق على اطاره التنظيمي تسمية أخرى منسجمة تماماً مع مواقف الحزب غير الشيوعية .

وعندها نحترم خيارات الأمين العام ومن تبقى معه من قيادات فرعية بعد أن هربت القيادات المؤسسة للحزب الطبقي على خلفية ماركسية وببعد اشتراكي .

لقد فشل حنّا غريب في النضال ضمن صفوف نقابة المعلمين ونتيجة لهذا الفشل وصل الى الأمانة العامة للحزب فهل يصبح الفشل النقابي فشلاً حزبياً ايضاً ؟