وأخيرا وقع المحظور فدارت اشتباكات عنيفة ليل الخميس أول من أمس في ريف حلب بين قوات من الجيش السوري من جهة ومجموعات تابعة لحزب الله من جهة ثانية عكست التباسا كبيرا في العلاقة بين الحليفين وأثارت قلق كبير بين الطرفين من وقع تسرب هذه المعلومات التي نقلها ناشطون سوريون. 

والاشتباكات تطورت إلى درجة عالية من العنف - وحسب المعلومات الواردة - استدعت تدخل الطيران السوري لدعم وحدات من جيش النظام كانت تتعرض لنيران عناصر حزب الله. 

وأفادت المعلومات ان مجموعات من تنظيمات شيعية عراقية شاركت في هذه الاشتباكات إلى جانب قوات حزب الله مستهدفة المراكز العسكرية السورية. 

وأكدت المصادر أن الجانبين استخدما المدفعية وقذائف الهاون والرشاشات المتوسطة والثقيلة في منطقتي جيلان والبريج ومناطق أخرى في ريف حلب الشمالي فيما تحدثت أنباء أخرى عن أن الاشتباكات اقتربت من محيط سجن حلب المركزي وأدت إلى قطع طريق حلب - نبل - الزهراء - عفرين. 

ونقل نشطاء سوريون أن اشتباكات أخرى اندلعت بين حركة النجباء العراقية الشيعية ومجموعات من حزب الله من جهة ومواقع عسكرية تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد من جهة أخرى في بلدة الحاضر بريف حلب الجنوبي. 

وأما السبب الذي أدى إلى هذه الاشتباكات بين الحليفين - وحسب مصادر لبنانية - يعود إلى عملية نوعية قامت بها فرقة تابعة للجيش الحر عندما تسللت من جبهة خان طومان مخترقة خطوط جيش النظام السوري واستهدفت مجموعة من حزب الله متمركزة في موقع خلفي بصاروخ موجه من طراز تاو مما أدى إلى مقتل ثمانية من عناصر الحزب وجرح ستة آخرون معظمهم في حالة خطيرة. 

وقد اتهمت عناصر من حزب الله وحدات من الجيش السوري بالتقاعس في معارك الملاح والبريج التي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الحزب.

كما اتهموا أيضا القوات السورية بخذلانهم في ريف حلب الجنوبي وتركهم فريسة سهلة لجيش الفتح دون دعم حقيقي لهم ووصل إتهام حزب الله لبعض الضباط في جيش الأسد إلى حد التعامل مع مجموعات من المعارضة. 

وذكرت الأنباء الواردة من منطقة الاشتباكات ان عناصر من حزب الله اقدموا وفي اللحظات الأولى لاندلاع المعارك على قتل الضابط المسؤول عن الكتيبة السورية وهو برتبة مقدم إضافة إلى ستة جنود سوريين انتقاما لما حدث لرفاقهم قبل ان تتوسع منطقة الاشتباكات. 

وقد رصدت مواقع إلكترونية لبنانية في بيروت وعلى الفايسبوك رسالة نشرها عضو مجلس الشعب السوري شريف شحادة تزامنت مع أخبار المعارك وجاء فيها /أن الجيش السوري هو قائد الوطن ولا سيادة فوق سيادة البوط السوري - يعني الحذاء العسكري - والقوات الرديفة التي تساعد الجيش السوري على بسط السيطرة عليها ان تعلم أنها جاءت لحماية سورية وليس لبسط سيطرتها /. 

أيا تكن الأسباب التي أدت إلى هذه الاشتباكات بين الحليفين وأيا تكن التعليقات عليها فهي ليست مفاجأة للكثيرين.

سيما وأن حزب الله انزلق إلى حروب في المكان الخطأ وبنى على حسابات أكثر خطاءا...