يعتمد الرئيس الحريري في إطلالاته الرمضانية أسلوب الخطب القصيرة ذات المغزى الكبير. فلا تخلو خطبه من رسائل سياسية وتوضيحات.

آخر هذه الاطلالات كانت في شتورا ومخصصة لعائلات من راشيا  والبقاع الغربي وعرسال.

 في البداية قال:" وهذه مناسبة لأعبر عن شكري لكم وامتناني شخصيا لكل واحد وواحدة منكم على الوفاء الذي أظهرتموه وتظهرونه كل يوم لخط تيار المستقبل والحريرية الوطنية والذي ظهر جليا في الانتخابات البلدية الأخيرة في كل البقاع الغربي وراشيا بالتعاون مع الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يشاركنا هذا الإفطار في هذه الليلة الرمضانية المباركة."

           

مشاريع للبقاع:

 

تكلم الحريري عن الحرمان التي تشهده منطقة البقاع فقال:" إن لمنطقتكم العزيزة احتياجات مزمنة يزيد منها ما تسببه الأزمة السورية المجاورة من إقفال في وجه تصريف منتجاتكم الزراعية، ومن تدفق لإخوتنا الهاربين من نارها، وقد كنتم وما زلتم، عنوانا في الشهامة والمروءة العربية الأصيلة في استقبالكم لهم والعمل على التخفيف من معاناتهم والويلات التي دفعتهم للهروب من بطش نظام الأسد وحلفائه المجرمين." وتابع:" أريد أن أقول أن هذه المشاكل تأتي لتضاف فوق مشاكل البلد عموما من تراجع اقتصادي عام وصعوبة فرص العمل للشباب خصوصا وغياب أي عمل جدي على البنى التحتية. هذه المشاكل مرتبطة بالوضع السياسي الذي نعمل لنجد له حلا بأسرع وقت ممكن. وبنظرنا فإنه ليس هناك من مدخل حل غير انتخاب رئيس للجمهورية، مما يسمح لكل مؤسسات الدولة أن تعيد انتظام عملها ويسمح لنا، مع كل الإرادات الصادقة، أن ننهض مجددا بالاقتصاد ونوفر فرص عمل للشباب ونعيد تأهيل البنى التحتية في كل لبنان" وأضاف:" تعرفون جميعا ما قمنا به في موضوع تلوث نهر الليطاني، وأخيرا، وإن شاء الله بعد عيد الفطر، سيتم تلزيم محطة التكرير بقرض إيطالي بقيمة 32 مليون دولار. كما وافق البنك الدولي على قرض بقيمة 55 مليون دولار لشبكة الصرف الصحي. وهذا إعلان سيصدر بعد العيد من قبل نوابكم ومجلس الإنماء والإعمار ووزارة البيئة والبنك الدولي مجتمعين، ولكني أحببت أن "أحرقلن" الإعلان أمامكم اليوم. وبعد ذلك سنكمل متابعة مشروع تنظيف نهر الليطاني وسنعمل على استكمال الأوتوستراد العربي، من ضمن المشاريع الكثيرة للمنطقة بإذن الله."

 

المؤتمر العام لتيار المستقبل:

 

قال في هذا المجال:" الانتخابات ستحصل في كل المناطق وكل القطاعات إن شاء الله، وهي تقرر من سيكون المندوب عن كل منطقة وكل قطاع الذي سيشارك بالمؤتمر العام. هؤلاء المندوبون سيوصلون صوتكم للمؤتمر العام حول الخط السياسي الذي تريدونه للتيار والمطالب الخاصة بمنطقتكم، كما يعبرون عن رأيكم بانتخابات المؤتمر العام، وعن الأشخاص الذين تريدون أن ترونهم في قيادة التيار" وأكمل موضحا:" وهنا ليس لي سوى تمنٍ واحد عليكم، وهو أن تعطوا حصة وازنة لا تقل عن 40 بالمائة للشباب وللشابات في كل هيئات التيار، المحلية والوطنية. لا يكفي القول أن التيار يحتاج إلى تجديد وإلى دم جديد، ولا يكفي أن نقول أن المرأة يجب أن تأخذ دورها في الحياة السياسية: هذه هي الوسيلة الوحيدة للتجديد في التيار ولدور المرأة في التيار وفي السياسة" وتابع:" وسأشرح لكم أيضا معنى اعتبار كل هيئات التيار هيئات تسيير أعمال حتى المؤتمر؟ هو التعبير الحقيقي عن فتح باب المحاسبة داخل التيار: الكل سيكون بتصرف الرئيس حتى المؤتمر العام. وأنا قلت وأكرر: أنا المسؤول عن كل ما حدث، ولكن جميعنا يجب أن نتحمل المسؤولية، وأن نتعاون لنجدد نشاط التيار ومسيرة التيار ومسيرة الحريرية الوطنية، لأن هذه هي الأمانة الأغلى التي تركها لنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري"

 

الحريرية الوطنية:

 

شرح الحريرية الوطنية فقال:" عندما نتحدث عن الحريرية الوطنية، نتحدث عن مجموعة ثوابت أهمها حماية البلد واستقراره وحماية اللبنانيين، أهلنا في كل المناطق، وحماية العيش المشترك والوحدة الوطنية التي كانت منطقتكم وما زالت وستبقى نموذجا لهما كما يشهد على ذلك الحضور المميز والكريم لأهلنا المسيحيين من كل المنطقة معنا هذا المساء" وأضاف:" ثوابتنا الاعتدال ورفض الفتنة وحماية الدولة ورفض أي اعتداء على سيادتها وحقها الحصري، ...الحصري! بالسلاح والسلطة على كل الأراضي اللبنانية. وعندما نقوم بحوارات، محلية أو وطنية، أو بخطوات سياسية من أجل مصلحة لبنان، فإن هذه الثوابت ليست مطروحة، لا للمساومة ولا للتسويات ولا للتنازلات".

 

الحوار مع حزب الله:

 

تكلم الحريري مبررا الحوار مع الحزب:" دعوني اليوم أتطرق إلى سؤال أعرف أن الكثير منكم يطرحه، حول الفائدة من الحوار مع حزب الله. هذا الحوار، كان سببه الأساس، العمل على خفض التوتر، ودرء الفتنة بين السنة والشيعة. وأنا أعرف في هذا المجال صعوبة قياس هذا العمل الذي سنواصله، طالما أن هناك من يعمل على تأجيج هذه الفتنة، لأن مقياسه الحقيقي ليس ما أنجز ولكن كل ما تفاداه من مآس وويلات لو سمحنا للفتنة أن تقع لا سمح الله."

 

رفض لصق تهمة التطرف بأهالي المنطقة:

 

قال:" وأنا أقول ذلك هنا، وفي حضور أهلنا الأبطال من عرسال ومن الطفيل الذين يشاركوننا هذا الإفطار. وأقول عنكم أبطالا لأنه رغم كل المحاولات التي جرت لإلصاق تهم التطرف والتعصب والخروج على الدولة بكم، بقيتم أنتم الحصن المنيع في وجه التطرف وبقيتم أهل التمسك بعروبة لبنان وأهل التمسك بالدولة وبمؤسساتها، وعلى رأسها الجيش اللبناني الذي يخوض أقسى المعارك ضد الإرهاب" وتابع:" أنا أعرف معاناتكم، وأعرف صبركم وأعرف الظلم الذي لحقكم وأعرف الحصار المفروض عليكم من كل الجهات، ونحن نعمل، حتى لو لم نعلن، لوضع الأمور في نصابها الصحيح. وأنا واثق أنكم تعلمون وأنكم ستبقون سندا لخط الحريرية الوطنية، خط الاعتدال والعيش المشترك، خط الدولة وخط لبنان وعروبته."