من ظنّ ان داعش يقتصر فقط على التنظيم الإرهابي فهو مخطىء إذ أنّ تفكيرهم التكفيري أثّر في شبابنا فبات كلّ شخص يحلّل ويحرّم ما يريد حسبما تقتضيه أهواءه، فرغم أن المؤيدين لداعش في لبنان ما زالوا إما في طي الخفاء أو أن نسبتهم قليلة إلا أن ما نراه عبر وسائل التواصل الإجتماعي من ردّات فعل وكلام متشدد ومتعصّب يثبت أنّ داعش تغلغل في تفكير شبابنا وأن الخطر أصبح قاب قوسين وأدنى .

  فالجامعة اللبنانية الرسمية الوحيدة التي تجمع جميع الجنسيات والطوائ أصبحت في فقاعة الخطر بعد أن قرر أحد الشباب عبر صفحة الجامعة التعرض للفتيات غير المحجبات بالقول أنهن "بيقرفوا" وأنه "سيضرب أي فتاة يراها ترتدي تنورة فوق الركبة أو كنزة "حفر" منصّبا نفسه واليا عليهنّ في وقت لا يولي اولياء أمورهن أي أهمية لموضوع لباسهن خاصة أننا في زمن الحرية والتحرر.  

ولم يقف التبجح بالضرب عند فتيان المجتمع الذكوري الداعشي عند هذا الحد إنما يبدو أنهم يحاولون فرض قراراتهم بالقوة إذ ان في تعليقات الجدل كتب أيضًا "واكيد مع حظر كل شي لفوق الركبة والحفر بس لتحت الركبة ونصف كم يصطفلوا".  

هذا الأمر جاء بعد ان وصف الشيخ سامي خضرا المراة غير المحجبة بانها ضعيفة الشخصية.  

والملفت أيضا أن التفكير التعصبي والكلمات النابية كانت بارزة أيضا في وصف غير المحجبات "بنقرف منهم" مستشهدا بذلك ما يقوله من يكره العباءة السوداء للمرأة.  

يبدو أن شبابنا بخطر وكلما استخدمنا أسلوب الطائفة والتعصب في حياتنا فإن المجتمع سيصبح داعشيا..فما علينا إلا إنقاذ شبابنا خاصة الجامعيين من براثن الإرهاب وليعلموا أن الحرية حق للفتاة وأننا لسنا في بلد الدواعش.