انشغلت الصحافة الإسرائيلية بصورة مفاجئة بتداول تحذيرات أصدرها جنرال إسرائيلي رفيع المستوى أمس الأربعاء -رفض كشف هويته- بشأن إمكانية اندلاع حرب وشيكة ضد "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) في غزة قد تكون لاستئصال وجودها كليا بالقطاع.

وقال الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" قعاموس هارئيل، إن "الرسالة الجديدة لوزارة الدفاع الإسرائيلية تفيد بأن الحرب في غزة قادمة لا محالة".

ونقل عن الضابط الإسرائيلي رفيع المستوى خلال حديثه لعدد من المراسلين العسكريين أن الجيش الإسرائيلي بصدد تجهيز خططه القتالية العملياتية لهذا الأمر، وهو ما يشير إلى أن تولي أفيغدور ليبرمان منصب وزير الدفاع الجديد تبعته تغييرات في البرامج والتوجهات.

وتحدثت المراسلة العسكرية لصحيفة "إسرائيل اليوم" ليلاخ شوفال عن حاجة إسرائيل إلى المسارعة لإعداد برامجها العسكرية لاقتراب المواجهة الحتمية مع حماس، وقالت إن إسرائيل لا تبحث عن استفزازات مع حماس، لكن الجيش مطالب بأن يكون على أتم الجاهزية لمواجهة من هذا النوع.

حروب اللاخيار

وأضافت: "في حال وقعت الحرب القادمة مع حماس فإنها يجب أن تكون الحرب الأخيرة تجاه سلطتها في غزة، في ضوء أن إسرائيل مسموح لها بأن تخوض ما سمتها حروب اللاخيار".

ورأى الخبير العسكري الإسرائيلي الأكثر شهرة بصحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي أن في تصريحات الجنرال الإسرائيلي -الذي لم يكشف عن هويته- إشارة إلى أن التهديد بإسقاط سلطة "حماس" في غزة أمر بات مدرجا بالنقاشات الإسرائيلية الداخلية.

وقال إن إسرائيل لا ترى في هذه اللحظة بديلا سلطويا قائما في غزة في حال سقطت "حماس"، لكنها في الوقت ذاته لا تستطيع الاستمرار في حرب استنزاف غير متوقفة مع الحركة، وأضاف أنه يجب أن تكون المواجهة القادمة مع "حماس" هي الأخيرة بالنسبة لحكمها لقطاع غزة، ويجب أن تكون إسرائيل مستعدة لها بصورة دائمة.

لا بديل لحماس

وفي السياق نفسه، قال المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" نوعام أمير إن المواجهة القادمة مع "حماس" سوف تستهدف قادتها رغم أنه ليس لدى إسرائيل عنوان يمكنها أن تسلم مفاتيح غزة إليه بعد ضرب الحركة، وأضاف آن الأوان لوقف حروب الاستنزاف مع "حماس".

من جهته، كتب المستشرق الإسرائيلي رؤوبين بارك في الصحيفة ذاتها أن "حماس" تجد نفسها في مفترق طرق في ضوء ازدياد الضغط عليها الذي يصل حد الخنق من قبل مصر وإسرائيل، بالإضافة إلى إغلاق صنبور المال الإيراني.

وقال إن ذلك يدفع الحركة إلى محاولة إظهار نفسها على أنها ليست جزءا من مشروع "الإخوان المسلمين" في المنطقة، بل هي حركة تحرر وطني فلسطينية دينية وتسعى في الوقت ذاته للمحافظة على قدراتها العسكرية وجاهزيتها غير المتوقعة في مواجهة قادمة مع إسرائيل.

ورأى الخبير العسكري في موقع "ويللا" الإخباري أمير بوخبوط أن إسرائيل ليست لديها مصلحة في السيطرة على غزة رغم أن "حماس" باتت تشكل تهديدا متناميا، واصفا أي محاولات للتوصل إلى تفاهمات مع الحركة بأنها كلام فارغ، لأنها تهدف إلى تدمير إسرائيل.

وفي سياق متصل، نقل مراسل موقع "ويللا" شبتاي بنديت عن رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال هرتسي هاليفي قوله إن "حماس" غير معنية بمواجهة جديدة تجاه إسرائيل، لكنها لا تتوقف عن بناء المزيد من قدراتها العسكرية ضدها، وهي تجد نفسها في وضع مالي واقتصادي صعب، مشيرا إلى أن تل أبيب تهدف باستمرار لإبقاء حركة "حماس" تحت الردع.

(الجزيرة)