نشرت مجلّة "بلومبرغ" تقريرًا عن العقوبات الأميركية المفروضة على "حزب الله"، معتبرةً أنّ العائدات من إيران لن تساعد الحزب على دفع فواتيره.

 

وجاء في التقرير أنّه "قد تكون إيران خارج قبضة العقوبات الغربية لكن أحد أبرز المجموعات التابعة لها تدفع الثمن. فمع تزايد عدد ضحايا "حزب الله" خلال المعارك المستعرة في سوريا، صدر قانون في الولايات المتحدة الأميركية يمنع المصارف من التعامل مع حزب الله"، وتابع: "ضرب القانون شبكة خدمات حزب الله الإجتماعية في لبنان كما لم يحدث من قبل".

ويهدف التشريع، بحسب "بلومبرغ" إلى منع حزب الله من جني أي فوائد مالية بعد الإتفاق النووي مع إيران الذي حصل العام الماضي، وقد جمّدت حسابات عائدة لأطباء وممرضين وإداريين وأساتذة، وأُقفلت حسابات لمستشفيات ووسائل إعلامية وجمعيات خيرية مرتبطة بالحزب.

وذكّرت المجلّة بما قاله آدم سزوبين من الخزانة الأميركية عن أنّ حزب الله يمرّ في أسوأ حالة ماليّة منذ عقود، لافتةً إلى أنّ الخدمات التي قُطعت ضرورية للمواطنين المنتمين للحزب.

وقال بلال صعب، وهو باحث في شؤون أمن الشرق الأوسط في مركز "برنت سكوكروفت" للأمن الدولي في المجلس الأطلسي إنّ "حزب الله يمرّ بأصعب مرحلة منذ نشأته، وتساءل إن يمكنه الصمود في هذه الحالة".

 

وفي ظلّ تصاعد التوتر في لبنان، نقلت المجلّة دراسة أجراها مجلس السياسة في الشرق الأوسط وتكشف أنّ شبكة "حزب الله" تضمّ عددًا من المستشفيات، 12 مركز طبي فضلاً عن 20 مستوصفًا، وأيضًا لديه شركة "جهاد البناء" وهي الوحيدة المعنية بإعادة الإعمار. وأضافت المجلّة: "الآن أصبح على الحزب دفع الرواتب نقدًا. والمتلقون الذين لديهم الرهون العقارية وقروض، مهددون بالإنقطاع عن النظام المصرفي اللبناني".

وكشفت أنّ طبيبًا تقدّم بطلب لدى أحد مصارف بيروت للحصول على تمويل عقاري، فقوبل بالرفض لأنّ معظم مدخوله يأتي من مستشفى مرتبط بحزب الله، فيما قال المصرفي الذي عالج طلبه إنه عمل وفقًا للقانون الأميركي.

كما يرفض بلال سعادة (48 عامًا) وهو بروفيسور في إحدى الجامعات فتح حساب في مصرف يملكه شيعي، ويقول: "لا أريد المخاطرة. القانون يعزز رسالة لحزب الله بأنّ الشيعة يتعرضون لهجوم".

وبعد زيارة عدد من المصرفيين والمسؤولين اللبنانيين إلى الولايات المتحدة الأميركية، قال مارك ميدوز وهو عضو الكونغرس الجمهوري في ولاية كاليفورنيا وعضو في تجمّع الحرية المحافظ الذي شارك في رعاية القانون الأميركي "إنه التقى مرتين عددًا من المصرفيين وطُلب إجراء التعديلات". وأضاف: "لكننا متأكدون أنّنا سنذهب إلى أبعد ما يعتقدون".

في الخلفية، إيران على يقين أنّ "حزب الله" يمكنه التعامل مع القانون الأميركي، بحسب محمد ماراندي، أستاذ في جامعة طهران والذي لفت إلى أنّ "المؤسسة الوحيدة التي ستتأثّر هي المستشفى في قلب بيروت".

وإذ تشير المجلّة إلى أنّ الحرب السورية أنسَت حزب الله المشاكل الإقتصاديّة والإجتماعيّة للناس. وقال محمد بزي وهو محاسب من بنت جبيل: "أدعم المقاومة ضد إسرائيل لكن سياسيًا الحزب لم يثبت نجاحًا".

من جهته، قال جوناثان سكانزر، وهو محلل تمويل الإرهاب الأسبق في الخزانة الأميركية "هناك إحتمال أن يشعر حزب الله بالنفور. القانون لن يؤدّي إلى زوال حزب الله لكنه سيصعب عمله".

(Bloomberg - لبنان 24)