لم يمر 24 ساعة على هاشتاغ "رياض مع السلامة" حتّى هز بيروت يوم أمس انفجار صغير الحجم ، قوي الفعل من حيث حجم الأضرار التي قد يسببها للقطاع المصرفي في لبنان وتهديد موجه لليرة اللبنانية.

هذا الإنفجار الذي جاء بعد أن نشر موقع الضاحية تغريدة عن مصرف بنك لبنان والمهجر  بوقت قصير وبعد اتهامات  لجمهور الممانعة عبر صفحات التواصل الإجتماعي بأن هذا المصرف هو مصرف اسرائيلي نظرًا لرغبته في الإنصياع للقانون وتنفيذ قانون العقوبات الأميركي في تجميد وإيقاف حسابات تابعة لأشخاص محسوبين على حزب الله.

هذه الدويلة التي ترفض وقوف أي جهة أمام مصالحها التي تسوق بلبنان الى الهاوية مهما كانت تحمي لبنان واقتصاده من الإنهيار حرّضت حتّى نُفّذ ذلك الإنفجار الملغوم المحمّل بالكثير من الرسائل الضمنية والخفية  إلى المصارف اللبنانية أهمها "البنك الذي سينفذ حكم القانون الأميركي سيُفجّر".

لكنّ السؤال الذي يجب ان نطرحه هنا : هل حزب الله غبي أم يتغابى؟

فما فعله حزب الله هو فعل أغبى من الغباء خاصة في الوقت الراهن حيث أن أصابع الإتهام موجهة إليه ومعروف أي خطأ سيرتكبه سيدينه وسيجرّمه أكثر من ذي قبل فلماذا فعلها الآن؟

لم "يحسبها حزب الله صح" ، إذ حاول بعد هذا التفجير إدانة أميركا وإسرائيل والتنصل من المسؤولية بحجة أن سفارات دول أجنبية قد حذّرت سابقًا من تفجيرات قد تستهدف فردان، لكن ما غاب عنه أيضًا أنّ أميركا لن تقدم على خطوة كهذه خاصة أنه يكفيها ايقاف حسابات أفراد حزب الله لتنهيه عن بكرة أبيه.

هذا الغباء في التحليل الذي اعتمده جمهور الممانعة ترافق مع محاولته لأن يتغابى أكثر عندما اختار الوقت غير المناسب لإظهار صورته الداعشية.

وانطلاقا من هنا ليس علينا إلا التفكير بأن هذا الغباء سيقود بلبنان إلى الإنتهاء في حال لم يتم وضع الحدود له ، واما إن كان جسم حزب الله مريضًا في التفكير فإنه ليس علينا إلا القول أن "ليس على المريض حرج" لكن قبل أن يقودنا إلى الجنون علينا ان نعالجه.