ما حصل في حلقة الأمس من برنامج نهار جديد عبر قناة المنار وتحديدا" ضمن فقرة الخط الساخن يشبه مشهدا" مسرحيا" حول بلطجة وزعامة على طريق الغائية عشائرية ذكرتنا بأيام ما قبل السلم الأهلي..

  فضيف الفقرة كان رئيس بلدية الحدت جورج عون، الذي بدا في أول دقائق الحلقة منفرج الاسارير سعيد المحيا فهو يطل على الجمهور(الآخر) من باب قناته الرسمية ليعرض إنجازاته التي حولت الحدت منذ توليه رئاسة البلدية عام 2010 الى ما يشبه مدينة الاحلام:
ماء وكهرباء وبنى تحتية وحدائق عامة وطرقات معبدة وارصفة وكل متطلبات الإنماء والإعمار والحياة الراقية موجودة هنا....

  ولكن (فرحته لم تتم)..اذا فاجأه معدو البرنامج بعرض تحقيق مصور عن منطقة الليلكي التابعة لبلدية الحدت بويلات طرقاتها وحرمانها وحفرها وعباراتها المفتوحة ومجاريها المشرعة  ونفاياتها المكدسة في شوارعها  في مشهد لا يليق بإنسان أن يقطن هناك...

  متأثرا" بالمفاجأة، تلبك جورج عون..نبش في ذاكرته عن كلمات تسعفه فكان رده الأول: (الليلكي؟ هيدي بعتقد مش تابعة للحدت)..

  ثم أكمل سقوطه ليقول مش كل المنطقة تابعة للحدت..بس شقفة صغيرة..

  ثم أكمل تعثره ليقول: هيدي المنطقة ما فينا نفوت عليها...

  ثم عاد ليقول: بس هول الصور قدام..مش هلق مصورين..

  هنا أمسك المقدم زمام الأمور ليؤكد لجورج عون أن تصوير الريبورتاج تم قبل يومين وأن هذه المنطقة تابعة عقاريا" لبلدية الحدت... هنا فجأة، قال الرئيس عون أن ثمة خطة إنمائية لهذه المنطقة تنتهي بعد سبعة أشهر...

  فكيف بعد نفي ان تكون الليلكي ضمن نطاقه وبعد نفيه حقيقة المشاهد أعلن عن وجود خطة؟؟

  وفي خضم كل هذا التخبط، أعلن المقدم عن اتصال هاتفي مع رئيس اللجنة الشعبية لأبناء الليلكي ابراهيم زين الدين...

  هنا فقد جورج عون أعصابه:( لو عارف حتحكوا ابراهيم ما جيت عالحلقة).

  الاتصال مع إبراهيم زين الدين  كان للاطلاع منه على واقع الحال في منطقة الليلكي حيث أكد واقع الحرمان والإهمال رغم عشرات المراجعات مع البلدية والاتصالات التنسيقية معها  مبديا" استعداد الاهالي وابناء المنطقة لمد اليد البيضاء للبلدية في عهدها الجديد لإعادة الليلكي الى خارطة الانماء البلدي فما كان من رئيس البلدية إلا أن رفض الاستماع الى هذه الحقائق نافيا" وجودها..

  وبعد، ورغم نفي جورج عون لمعرفته بابراهيم زين الدين ولأي تواصل معه عاد وقال أنه على خلاف شخصي مع زين الدين وأنه(منعه) من دخول حرم البلدية منذ 4 سنوات..

  فكيف يصدر هذا الموقف من رئيس بلدية المفترض أنه سلطة الدولة على الارض وأنه على مسافة واحدة من الجميع ومن المرفوض وتحت أي عنوان منع شخص مدني يرئس لجنة شعبية وجمعية مرخصتين من وزارة الداخلية والبلديات من دخول حرم البلدية وهو مرفق عام..

  وهل يمكن لإنسان أن يخبئ الشمس بإصبعه؟ 

  ألم يكن الأجدى بجورج عون أن يتلقف اليد البيضاء بيد بيضاء؟ 

  ألم يكن الأجدى به أن يعترف بتقصير قديم ويعلن استعداده عن اعادة الليلكي الى خارطة البلدية وخدماتها ومشاريعها؟

  ما حصل هو برسم وزارة الداخلية والبلديات وبرسم وزير الشؤون الاجتماعية ...

  فرئيس بلدية أعلن أمام الملأ أنه منع مواطن لبناني من دخول حرم البلدية...