مع البدايات الأولى لتأسيس حزب الله وبقرار إيراني مطلع الثمانينات تحت عنوان محاربة إسرائيل التي كانت تحتل أجزاء واسعة من أرض الجنوب اللبناني بغية تحريرها من رجس الإحتلال.

كانت لحزب الله وتنفيذا لرغبات إيرانية وظائف متعددة أخرى،  فالعمليات الأمنية والعسكرية التي كانت تقوم بها مجموعات من المقاومة الإسلامية وهي الجناح العسكري لحزب الله ضد المواقع والمراكز التي كان يحتلها الجيش الإسرائيلي ومعه جيش لبنان الجنوبي التابع لإسرائيل المنتشرة على كافة التلال والقلاع في ألجنوب كان يرافقها عمليات من نوع آخر تقوم بها مجموعات عسكرية تحت مسميات متنوعه وبتخطيط إيراني وتستهدف خطف رهائن اجانب منهم موظفين في سفارات غربية في بيروت ومنهم دبلوماسيين وصحافيين وسياسيين حتى أن بعض عمليات الخطف طاولت وسطاء كانوا يحاولون القيام بمبادرات إنسانية لأطلاق سراح هؤلاء الرهائن.  وكانت الذرائع المعلنة لعمليات الخطف هي تهمة العمالة والجاسوسية.

إلا ان الحقيقة التي توضحت فيما بعد مختلفة تماما، فبعد سنوات على عمليات خطف الرهائن جرت إتصالات ومفاوضات بعيدة عن الأضواء كان يقوم بها وسطاء دوليين مع إيران باعتبارها هي التي تحرك المجموعات الخاطفة وصاحبة المصلحة من عمليات خطف هؤلاء الرهائن بغية الضغط على الدول التابعين لها لتحقيق بعض المكاسب المادية والسياسية.

ذلك ان أزمة الرهائن لم تصل إلى نهاياتها إلا بعد حصول إيران على أموالها التي كانت مجمدة في بعض المصارف الأميركية وعلى بعض قطع الغيار لطيرانها الحربي ولألياتها العسكرية حتى أن بعضها جاء عن طريق إسرائيل، وانكشف ذلك فيما عرف بفضيحة إيران غيت.

  وفي المقابل فإن لبنان هو من دفع ثمن محنة الرهائن من أمنه واستقراره وسمعته الدولية وكذلك حزب الله والبيئة الحاضنة له وهم الشيعة في لبنان. 

فالحرس الثوري الإيراني الذي كان له الدور الأبرز بتأسيس حزب الله وجناحه العسكري المتمثل بالمقاومة الإسلامية من خلال دعمه على كافة المستويات المالية والعسكرية واللوجستية وتدريب العناصر والمجموعات بحجة محاربة إسرائيل التي تحتل مساحات من الأراضي اللبنانية كمقدمة لتحرير فلسطين تحت شعار زحفا زحفا نحو القدس.

كذلك فإنه كان للحرس الكلمة الفصل في وضع الأطر العامة لسياسة حزب الله وتصويبها في الاتجاه الذي يدعم الإستراتيجية العامة لأيران، فكان صاحب القرار باعتباره الممول الرئيسي للحزب الذي تحول الى أداة طيعة في خدمة المشروع الإيراني.

ولو كان في ذلك اساءة للبنان وللشعب اللبناني وتعريضهما لمخاطر الضربات الجوية الإسرائيلية كما حصل في حرب تموز 2006 كرد على خطف جنديين اسرائيليين من قبل مجموعة تابعة لحزب الله.

وبالتالي فإن إمعان حزب الله بألتزامه بأوامر القيادة الإيرانية أدخلته في وحول الحرب السورية وكانت سببا في التطاول على المملكة العربية السعودية وعلى بعض دول الخليج مما دفع بالسعودية إلى وقف الهبة التي كانت قد قررت دفعها إلى لبنان والمقدرة بثلاث مليارات دولار. 

واليوم وبعد الكشف عن تمادي حزب الله في عمليات تجارة المخدرات والتهريب والتزوير وتبييض الأموال حتى تم وضعه على لائحة المنظمات الإرهابية وتوجيه إنذار أميركي إلى كافة المؤسسات المالية في العالم وفي لبنان بمنع التعامل مع المؤسسات التابعة لحزب الله، وهذا بالطبع سيكون له انعكاسات سلبية على الحزب وحتما فإن لبنان سيناله النصيب الأوفر من هذه السلبيات..