لم تنجح روسيا وايران ومعهم النظام وميليشيات حزب الله العراقية واللبنانية من تحقيق اي تقدم يذكر في المعارك الدائرة في سوريا الثورة مما استدعى دخول قوات اميركية وفرنسية وبريطانية والمانية للمشاركة في المعارك حسبما يقال ضد تنظيم الدولة ولكنني بدأت ارى ملامح فدرلة في سوريا وهذا يفسر ايضا الاجتماع الثلاثي الايراني والروسي والسوري في طهران الدفع باتجاه رسم خريطة تحقيق المكاسب ولن يغير المعادلة ويقلب الطاولة ويفشل جميع المشاريع الدولية سوى وحدة فصائل الثورة السورية والبدء فورا بحرب التحرير الشعبية الطويلة الامد بعد خمس سنوات من عمر الثورة اصبح لزاما عليها ان تعيد هيكلة عملياتها وفق الخبرة الميدانية والقتالية التي اكتسبتها , فهي ستقاتل جميع القوى الاجنبية مع ما تبقى من قوة للنظام السوري للحفاظ على وحدة التراب السوري وعروبته القوات الكردية شانها شان اية قوة انفصالية تعمل لصالح اجندات دولية ومشاريع اقليمية اللعب أصبح جهاراً نهاراً،ومع ذلك يفاجئك بعض المغفلين بغياب عقولهم –بل حتى أبصارهم- عن الساحة الشعورية.. إن ما يجري في سوريا ،يجري على الهواء مباشرة،حتى إن الأسرار النمطية انحصرت في التفاصيل العملية حرصاً على إنجازها لا أكثر..

فأما الخطوط العريضة فأصبحت أشد سماكة من أكبر عنوان يتصدر الصحف اليومية عادة. ثرثرة ومزاعم دولية- أن مهمة الأمم المتحدة وموفديها هي إيقاف الحروب ،و حض الناس على تسوية مشكلاتهم سياسياً!  

أما الأميركي فيرى بقاء النظام السوري، وبالتالي لا بد من إعادة النظر في تحالف جديد ضد داعش وتحديد أهدافه قبل الانسياق خلف رؤية أميركية قد تكون ضبابية إذا أحسنّا الظن أو أن لديها أجندة أخرى إن كان غير ذلك."!!

  إن مهزلة الحرب على الإرهاب كلها باتت تثير الغثيان .. إذ كانت في بداياتها انتقائية مضحكة مبكية في التصنيف الذي يشمل جهات ويستثني جهات بحسب مصالح الغرب وأهوائه ( الكيان الصهيوني أبرز الغائبين مع أنه أكبر إرهاب دولي منظم في التاريخ)..

  لكن العالم كان على موعد مع طريقة أشد فجوراً منذ اندلاع الثورة السورية حيث أصبح وجود الاسم على القائمة لا يعني أن صاحبه عدو فعلي لأمريكا مثلما ثبت بالنسبة إلى نيرون العصر بشار الأسد وحزب الله..وها هو حزب العمال الكردستاني ينضم إلى لائحة الفضيحة الأمريكية الكبرى..

أسلوب الابتزاز بعنصر التخويف ونقل القتل لكل الشوارع في سوريا والعراق وباعتبار منطقتنا العربية منطقة ارتكاز وسط العالم، فقد صارت ساحة من ساحات التنافس والتدافع من أجل استمرار أو استعادة الهيمنة بين القوى العالمية الكبرى في النظام الدولي الجديد وتشكل الأزمة السورية جولة من جولات الصراع والتنافس بين اللاعبين الكبار داخل المنطقة المركزية والحيوية بالنسبة لهما، وفقا لنظريات وبديهيات السياسة الدولية فإن الدول الكبرى لا تفكر في مدى قدرتها على شن الحرب وهزم العدو أكثر مما تفكر في تبعات هذه الحرب وتداعياتها، كما توازن بين الأهداف والمصالح وبين نتائج السلوك السياسي أو قرار الحرب وفق مبدأ العقلانية، ولا تتردد الدول في الدخول في حروب لو رأت أن نتائجها الإيجابية البعيدة أفضل من النتائج السلبية البعيدة لقرار اللاحرب، وفي نفس الوقت لا تتوانى عن خوض الحروب إذا رأت أن أمنها القومي مهدّد ومفهوم الأمن القومي في الدراسات الأمنية لا يرتبط بالحدود الجغرافية للدولة وحسب كما هو معروف، فلكل دولة أمنها القومي المتوافق مع نطاق تأثيرها ومصلحتها القومية، وأخيرا فإن الدول الكبرى لا تتوانى عن خوض ما يسميه روبيرت جيلبين بحروب الهيمنة إذا رأت أن الحرب ستمكنها من انتزاع شاهد الهيمنة من المهيمن فأدركت أن الوقت صار مناسبا وأن المهيمن يفقد توازنه ويتداعى مبدأ العقلانية يقطع الطريق أمام نشوب حرب مباشرة لا يمكن التنبؤ بتداعياتها، فالواقعية لا تعني التهوّر كما يقول كيسنجر، فمنطق الردع النووي أو حتى الردع التقليدي لا يسمح بالحرب المباشرة خاصة في منطقة حساسة جدا متشابكة الأزمات لكن قد تصبح مواجهة أخرى فيما يسمى في أدبيات الدراسات الدولية بحروب الوكالة..