تمهيد: ليس كل شيء في لبنان تحت الصفر، كــما بات شائعاً في الفترة الأخيرة، فهذا البلد الصغير يبقى الأكثر إستقرارًا إذا ما قورن بدول محيطة به، أو حتى بالدول التي كانت تعتبر آمنة وذلك قبل أن يطرق الإرهاب أبوابها ويهز الإستقرار فيها.

لبنان سويسرا الشرق أمنيًا:

والدليل على ذلك تحول لبنان إلى سويسرا الشرق أمنيًا، في الوقت الذي تشهد فيه كل الدول المحيطة به حروبًا وإقتتالًا، كما تشهد معظم دول العالم إختراقات أمنية، فيما تتمكن قواه العسكرية والأمنية من إحباط أي عمليات من هذا النوع، وتوقيف العديد من الإرهابيين في رسالةٍ واضحة أن الهروب من العالة من الآن وصاعداً خط أحمر.

الإستقرار الأمني:

وعلى الرغم من الآم سوريا وجراحها التي وصلت مآساتها إلى الداخل اللبناني، وعلى رغم وجود أكثر من مليون نازح سوري على أراضيه، وعلى رغم ما تسرب إلى مؤسساته من شلل نتيجة الفراغ في سدة الرئاسة فإن هذا البلد لا يزال ينعم بإستقرار نسبي، وحرص القيادات العسكرية على إبقاء عيون الأجهزة الأمنية مفتوحة من خلال سهرها الدائم على الأمن وجهوزيتها الدائمة لضرب ما يعرف بالخلايا النائمة قبل أن تستيقظ، فلا خوف على الإستقرار، على رغم تكرار محاولات الإرهاب لزعزعة هذا الإستقرار.

وإضافةً إلى ذلك إن ما قام به الجيش اللبناني من عمليات إستباقية في أكثر من منطقة لبنانية أصابت الإرهاب في عموده الفقري وشلت قدرته على التحرك تحت جنح الظلام، من دون أن يعني ذلك إستبعاد قيام الإرهابيين بأعمال تخريبية محدودة، فلبنان إستطاع أن ينجز الإنتخابات البلدية بهدوء، ولم تعكر صفوها أحداث مأساوية، ولم تتأثر بما يحيط به من تطورات عسكرية.

هو لبنان سويسرا الشرق، العبارة التي نسمعها دائمًا في مجال التغزل بلبنان وجماله وربما أيضًا بسبب تركيبته الديموغرافية وتنوعه الطائفي، فعلى ما يبدو أن إرتدادات الأزمة باتت تؤثّر سلبًا اليوم أكثر من أي وقت مضى على العجلة الاقتصادية في لبنان. 

رسالة إلى السياسيين والمغتربين:

فبالرغم من أننا على أبواب فصل الصيف حيث يجب أن تكون المناطق السياحية تضج بالحياة إلا أن النتائج حتى الآن غير مبشرة بالخير، فإنّ ناقوس الخطر يدق الباب، فليتحرك المعنيون وليعيدوا الحياة إلى العجلة الإقتصادية قبل فوات الأوان.

وللمغتربين والسواح.. لبناننا بألف خير..