يطل الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف ورئيس حكماء المسلمين ببرنامج " الإمام الطيب" الذي يقدمه الإعلامي الدكتور محمد سعيد محفوظ. البرنامج سيعرض يوميا طيلة شهر رمضان الكريم على قنوات CBC Extra والتلفزيون المصري وتلفزيون أبو ظبي وغيرها من القنوات العربية والمصرية وسيتطرق البحث الى مواضيع حياتية وفكرية تهم المسلمين حول العالم.
في الحلقتين الأولتين تطرق الإمام إلى مفهوم التجديد في الإسلام ودعائمه والمعوقات التي تقف بطريقه ومن هو مؤهل للقيام بالتجديد في هذه الأمة.

مفهوم التجديد والإجتهاد:

شرح شيخ الأزهر الشريف معنى الإجتهاد فقال:" هو تجديد الفهم للنص والإجتهاد لا يمس بالنص بل هو تنزيل النص على الواقع المتغير وما أستطيع التحرك به يمينا وشمالا هو فهمي للنص لا النص بعينه" وأضاف" إعادة الناس إلى الدين على ايام النبي في الامور الثابتة كالعبادات لا اشكال فيه أما إعادتهم في الامور الإقتصادية والسياسية فهذا مرفوض ولا معنى للتجديد هنا".

دعائم التجديد في الإسلام:

أوضح الإمام أحمد أن " طبيعة الإسلام تقتضي أن تتجدد أحكامه مع تغيرات الإنسان والزمان والمكان"  وإنطلق في قوله هذا من " خاصيتين هما أن الإسلام هو خاتم الأديان ومحمد خاتم النبوات وهذا ما أثبته التاريخ" والثانية هي أن " الإسلام يمتاز بأنه رسالة عامة لجميع الناس".
ودعم قوله بالحديث المشهور عن الرسول الكريم:" إن الله يبعث في هذه الأمة على رأس كل مئة عام من يجدد لها أمر دينها" فشرح معنى "من"  والتي تفيد " في الحديث معنى العموم سواء فرد أو جماعة".
وأكد الإمام الطيب أن " المذهب الأشعري يؤمن بأن الكون في تجدد مستمر"  و"التراث مليء بالتجديد".
وأضاف أن " ما قام به الرسول بالأساس هو تطوير وتغيير على مستوى المجتمع من معاملات وأسرة وعقيدة..." ف " الرسول يدعونا إلى الإجتهاد ولو أخطأنا"و " الرسول أوصانا بتجديد ديننا" ونحن " لم ننتبه للحديث الشريف".

أسباب توقف التجديد في العالم الإسلامي:

ركز الإمام الطيب في المقام الأول على السبب السياسي فقال:" من الأسباب هي الدولة الأموية التي بدأ يظهر فيها في حينها نوع من الإستبداد إضافة إلى عصر الدولة العباسية التي شهدت تجرأ على الإفتاء من أناس لا أهل لهم للإفتاء" فشرح أن هذا الشيء أخاف الناس من التجديد  فأصبح " التجديد هو الخروج أو الشذوذ عن القاعدة" مؤكدا أن " جانب الضرر هو إستمرار إغلاق باب الإجتهاد".

أهل التجديد في الإسلام:

دعا الإمام الناس إلى " البحث عن العالم"  وإعترف من دون أي مواربة" كلنا مقصرين وكلنا خايفين من التجديد" مؤكدا أنه " في عصرنا نحن بحاجة إلى مجامع فقهية لأن قضايا الحياة تعددت بعكس الماضي" وقال:" أتوجه إلى شيوخنا وعلمائنا وفقهائنا بنداء إلى ضرورة التجديد".

معوقات التجديد:

قال في هذا المجال أنه " هناك مشكلات خلط بين الورع والعلم" وأضاف الإمام أن " أبرز مشكلة هو عدم التفرقة بين ما هو ثابت وبين ما هو متغير" فشرح أن " هناك أمور ثابتة في الشريعة كالعبادات لا تقبل التجديد وأي تطور لا يوقعك في الحرج. وهناك أمور ثابتة في المعاملات كضرورة مثل حرمة الربا والإجتهاد هو تحديد صورة أي من المعاملات البنكية إذا كانت ربا او لاء وللأسف إلى الآن لم نتفق على ذلك... وأعتقد أن الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا يوم القيامة على الإضطراب الشديد في مجال الفتوى" وأضاف الشيخ" هناك ثوابت تتعلق بمحيط الأسرة"  أما في مجال المتغيرات فقال:" الإسلام أعطى عموميات في الفن والإقتصاد والسياسة ولم يعط الإسلام أحكام محددة فالتنوع واقع والأمور التي تتغير بتغير المكان والزمان أعطى الإسلام فيها عموميات" وتأسف لأن العلماء " أخذوا الثوابت وتعاملوا مع المتغيرات كأنها ثوابت" فالمشكلة بنظره هي" عند العلماء لأنهم لم يفرقوا بين أقوال الفقهاء ونصوص الشريعة" ودعا " إلى إعادة فهم النصوص بما تتطلبه مقتضيات العصر" مشددا على أن " أئمة المذاهب حذرونا من التقليد وطالبونا بأن نأخذ من حيث أخذوا ونحن لا زلنا نقلد".