يبدو ان سوريا التي نعرفها ونتابع احداثها منذ اندلاع الثوره السوريه وتحولها بعد ذلك الي ثوره مسلحه ثم جماعات ارهابيه غير سوريا التي تعرفها بثينه شعبان المستشار الاعلامي للرئيس السوري بشار الاسد.

سوريا التي نعرفها تعيش في جحيم البراميل المتفجره والجوع وفرار الملايين الي خارج البلاد ونزوح الملايين الي اماكن اخري غير مدنهم داخل سوريا في محاولات منهم للبحث عن اماكن امنه بالاضافه الي مجانين داعش الذين يقتلون باسم الاسلام.

هذه سوريا التي نعرفها ولا اعرف غيرها بصراحه لكن اكتشفت ان هناك سوريا اخري تعرفها السيده بثينه شعبان مستشارة الرئيس بشار الاسد وتحدثت عنها في مؤتمر الصحافه في واشنطن عبر خدمة سكايب علي الانترنت، وكانت المفاجاْه التي فجرتها خلال حديثها ان سوريا التي تعرفها لا يوجد فيها براميل متفجره ولايوجد فيها جوع في داريا ولايوجد فيها معارضه معتدله هذه هي تصريحات شعبان حول سوريا التي كشفتها لنا ولا نعرفها.

اذا ما هي سوريا التي نراها ونشاهدها كل يوم في القنوات الاخباريه الدوليه المختلفه او الفيديوهات والصور التي نراها علي مواقع التواصل الاجتماعي المختلفه .

هل هي سوريا من كوكب اخر ؟ ام انها سوريا بلد اخرى غير التي نتابع اخبارها ؟

ربما بثينه شعبان لاتدرك اننا اصبحنا قريه صغيره وانها مازالت تعيش في عصر الاعلام الواحد والصوت الواحد الذي يمكن ان تخدع به العالم من الجرائم التي يرتكبها نظام بشار الاسد . هذه ليست المره الاولي التي تتحدث بها بثينه شعبان بهذا الخداع والكذب الكبير لقد شاهدت لها حورا علي بي بي سي منذ فتره قصيره تتحدث ايضا علي نفس الاكاذيب واستخدمت اسلوب اضاعة الوقت في الحديث. بالاضافه الي انها كانت تتحدث عن اكاذيب وتزييف للحقائق التي يعرفها العالم الان ويعرف ماذا يفعل نظام بشار الاسد في سوريا من جرائم القتل والتنكيل بالشعب السوري وهذه الجرائم لا تقل عن جرائم داعش التي ارتكبها التنظيم في سوريا والعراق .

والسؤال الان من قتل الشعب السوري اذا كان النظام لم يستخدم البراميل المتفجره ؟ومن المسؤول عن تحويل ثورة الشعب السوري الي ثوره مسلحه قبل ان تسيطر عليها الجماعات الارهابيه؟ ومن المسؤول عن تشريد الملايين من الشعب السوري الي خارج سوريا ؟وهل خرجوا في نزهه مثلا؟

اسئله كثيره يجب ان يساْلها النظام السوري لنفسه قبل ان يتحدث عن اكاذيب الاعلام الغربي كما وصفت بثينه شعبان الاخبار التي تنشرها وسائل الاعلام الغربيه عن سوريا .

بثينه شعبان تحدثت عن روسيا وان لها دورا في مكافحة الارهاب في سوريا وتساءلت عن سبب رفض الولايات المتحده الامريكيه التعاون مع روسيا في مجال مكافحة الارهاب بسوريا.

وهذه ايضا من الاكاذيب لان روسيا لا تكافح الارهاب في سوريا روسيا دخلت من اجل حماية مصالحها وبسط نفوذها وحماية نظام بشار الاسد الذي يضمن المصالح الروسيه في سوريا ويهمها في المقام الاول بقاء بشار الاسد لذلك لم تتواني روسيا عن قتل الشعب السوري في غارات تقتل المئات من الاطفال والنساء والشيوخ .

هذه هي حقيقة روسيا وحقيقة ما يبثه النظام السوري من اكاذيب للعالم الاسد هو الذي دمر سوريا واوصلها الي هذا الحال وجعل سوريا مسرح مفتوح لعمليات ارهابيه وتصفية حسابات وحرب بالوكاله ربما تمتد الي سنوات لان كل المفاوضات فشلت لان الاسد يتمسك ببقائه في الحكم والمعارضه متمسكه برحيل الاسد بالاضافه الي تشرذم المعارضه وبحثها عن مكاسب شخصيه علي حساب مصالح الشعب السوري الذي اصبح مشردا في كل دول العالم ويتم استغلاله في قضايا اخري مثل قضية انضمام تركيا الي الاتحاد الاوروبي واللعب باللاجئين السوريين لخدمة المصالح التركيه والاوروبيه .

بثينه شعبان خلال حديثها عبر سكايب في مؤتمر الصحافه في واشنطن قالت ان الحكومه السوريه لا تشتري ابدا نفطا من الارهابيين وهذا كذب ايضا لان هناك دلائل كثيره علي شراء النظام السوري النفط من الارهابيين وهذه الاموال التي يحصل عليها داعش من بيع النفط لنظام الاسد يقوم بتمويل عملياته العسكريه منها بالاضافه الي ان تنظيم داعش الارهابي يقوم ببيع النفط الي تركيا وبذلك تصبح ثروات سوريا في يد الارهابيين واللصوص الذين استفادوا من الاوضاع المضطربه في سوريا منذ 5 سنوات .

واخيرا داريا التي تحدثت عنها بثينه شعبان وقالت ان الشعب السوري ياْكل الخضار والفواكه ولا يعجبه معلبات ولا مكرونه هيئة الاغاثه الدوليه داريا محاصره ولم تدخل اليها مساعدات منذ عام 2012م وليس داريا فقط التي عانت من حصار النظام لها كل المدن السوريه بها محاصرين يتم تجويعهم وقتلهم بهذه الطريقه اللاانسانيه وشاهدنا العديد من الصور في وكالات الانباء والصحف الدوليه وعلي الانترنت حول تحول البشر الي هياكل عظميه وهم مازالوا علي قيد الحياه وشاهدنا ايضا صورا لاطفال تموت بالبطئ بسبب نقص حليب الاطفال ونقص الادويه والمواد الغذائيه.

اذا كانت بثينه شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد تري ان سوريا الجنه غير سوريا الجحيم التي نعرفها فهي بذلك لا تختلف كثيرا عن تنظيم داعش الذي يبث صور وفيديوهات للمناطق التي يسيطر عليها مثل الرقه في سوريا والموصل في العراق ويصف الحياه في تنظيم داعش بالجنه ويدعوا الشباب للعيش في هذه الدوله كما تصف بثينه شعبان سوريا التي لا براميل متفجره فيها ولاجوع بينما الواقع مرير ومؤلم الي متي سوف تظل سوريا في هذه المعاناه والخراب والدمار ؟ ربما يحمل المستقبل القريب الاجابه علي هذا السؤال.