مع بدء شهر رمضان المبارك في كل عام تتسارع وتيرة تحضيرات المواطن لتأمين مستلزمات صيام الشهر، ويبدأ المواطنون بالتبضّع استعدادا لتحضير المائدة الرمضانية، وبالتزامن مع ذلك ترتفع أسعار السلع بشكل عشوائي دون حسيب أو رقيب.

فقد أصبحت العائلات اللبنانية " تحسب ألف حساب " لشهر رمضان وتستعد لحلوله ليس من أجل التعبّد بل لكثرة المصاريف التي تتطلبها المائدات الرمضانية، والتي يقابلها التجار برفع لأسعار المنتجات في بداية شهر رمضان من كل عام وخصوصا الأصناف التي تتغنى بها المائدات ويكثر الطلب عليها في هذا الشهر الكريم.

 إنخفاض القدرة شرائية وغلاء الأسعار:

وعلى الرغم من إنخفاض القدرة الشرائية عند اللبنانيين في السنوات الأخيرة بسبب الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد، تستمر سياسة الإحتكار المعتمدة في بداية رمضان منذ سنوات طويلة.

فقبل بداية الشهر الفضيل بأسبوع يبدأ التجار برفع الأسعار، فترتفع أسعار الدواجن واللحوم، والمشروبات الرمضانية، وفي أول أيام رمضان تصل أسعار الخضار والفاكهة إلى ذروتها.

ما سيؤثر على ميزانية رب العائلة متوسطة الدخل، فكيف إذا كان الأمر يتعلّق بمتوسطي الدخل وأيضا تحت وطأة الهم المعيشي وعدم وجود فرص عمل وأزمة الكهرباء والمياه التي تتجدد بين الحين والآخر لتنغّص مع حلول الصيف على المواطنين حياتهم اليومية وفرحتهم في إستقبال الشهر المبارك.

فعندما كنا نتكلم عن صحن الفتوش الذي كان طعام الفقراء، لكنه اصبح اليوم طعام الأغنياء ولا يستطيع اي فقير أن يؤمن المواد الأساسية لإكمال صحن الفتوش.

الرقابة الغائبة:

ومن هنا.. نطالب وزارة الإقتصاد  ومصلحة حماية المستهلك بتعزيز أجهزة الرقابة والتفتيش وإتخاذ التدابير الصارمة بحق المخلين ووضع سقوف على أرباح السلع الاساسية والمواد الغذائية والحياتية، خصوصًا أنّ بعض التجار وبائعي السلع الأساسية والإستهلاكية على أنواعها يعمدون في شهر رمضان عادة لزيادة الأسعار وإرهاق الصائمين.