خلافا لكل الحسابات وتوقعات المراقبين والمحللين السياسيين والمتابعين لشؤون الانتخابات البلدية جاءت نتيجة الانتخابات البلدية في عاصمة الشمال طرابلس لمصلحة لائحة قرار طرابلس التي تولى تشكيلها ودعمها اللواء أشرف ريفي ففازت ب 18 مقعدا مقابل ستة مقاعد للائحة ل طرابلس التي يترأسها تحالف ميقاتي - تيار المستقبل. 

الفيحاء استفاقت من كبوتها وانتفضت على اقطاعاتها السياسية والمتاجرين بها والمصادرين لقرارها الذين تحكموا بأمنها واستقرارها على مدى عقود من الزمن فاقترعت لمصلحة لائحة ابنها البار العائد إليها من المؤسسة العسكرية مديرية قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي الذي سعى جاهدا لتشكيل لائحة توافقية بين كافة القوى المتنافسة لأعضاء المجلس البلدي لتجنيب المدينة المزيد من الانشقاقات والتشرذم والاحقاد.

لكنه اصطدم بحائط عنجهية حيتان المال والأسلوب الفوقي والاستخفافي في تعاطيهم مع مكونات أساسية وصلبة من المجتمع الطرابلسي إضافة إلى منسوب كبير من الوهم بأنهم هم مصدر القرار والكلمة النافذة الذين يستطيعون أن يحركوا بوصلة المدينة في الاتجاه الذي يرغبون خدمة لمصالحهم ومشاريعهم الخاصه وتوجهاتهم السياسية.   

خيار المعركة:

فكان لا بد من اللجوء إلى خيار  معركة تنافسية لخوض الإنتخابات البلدية بوسائل حضارية وديمقراطية حيث تم تشكيل لائحة تضم كافة القوى السياسية والحزبية والدينية والزعامات والمرجعيات التي تشكل حيثيات في الوسط الشعبي في المدينة فتم التحالف بين تيار المستقبل مع الرئيس نجيب ميقاتي والنائب محمد الصفدي والوزير السابق فيصل كرامي وجمعية المشاريع الخيرية والحزب العربي الديمقراطي والجماعة الإسلامية مع كل ما يمتلكون من طغيان مالي وسياسي وقوة نفوذ وما تحتاجه المعركة الانتخابية من مقومات بشرية ومادية ولوجستية بوجه لائحة منافسة تولى عملية تشكيلها ورعايتها وزير العدل المستقيل اللواء المتقاعد أشرف ريفي وتضم وجوها شابة جديدة تتعايش مع هموم الناس ومعاناتهم.

ومنطلقة من أحياء وزواريب المدينة الفقيرة والمحرومة وتتمتع بخبرات في شتى الاختصاصات، وتم خوض المعركة الانتخابية مع كل الخلل الواضح في لعبة التوازنات على مختلف المستويات لمصلحة تحالف ميقاتي - المستقبل وخاصة على الصعيد المالي والمدعومة من بعض الأقطاب الذين يمتلكون ثروات مالية هائلة.  

  صدمة النتيجة:

إلا أن النتيجة جاءت مباغتة وصادمة للجميع لدرجة ان البعض وصفها بالزلزال الذي دوى في عاصمة الشمال ودوت اصداؤه في كافة أرجاء الوطن والذي قد يكون له ارتدادات سياسية في المستقبل تؤسس لتحالفات جديدة وقد تلعب دورا مؤثرا في الإنتخابات النيابة المقبلة وحتى في المشهد السياسي اللبناني بشكل عام. 

اللواء ريفي خاض معركته الإنتخابية بكل مصداقية ومناقبية وشفافية متناهية مستندا إلى رصيد من الخدمات لأبناء المدينة بشكل خاص ولكافة أبناء الوطن بشكل عام. وإلى خطاب سياسي جامع ومعتدل بعيدا عن الشحن الطائفي والاثارة المذهبية ومصرا على مبادىء وثوابت وطنية راسخة لم تتغير ولم تتبدل بتبدل التطورات والظروف الداخلية والخارجية ومعتمدا على ماكينة انتخابية كان لها حضور مميز في كافة أقلام الاقتراع لجهة المراقبة والمتابعة والحد من عمليات التزوير مع خبرة يمتلكها اللواء ريفي في محاكاته للشارع الطرابلسي ولأبناء بيئته الذين يعانون الإهمال والحرمان اكتسبها خلال عمله الوظيفي في المديرية العامة للأمن الداخلي ضد لائحة تضم تحالفا من المتناقضات توافقت على تقاسم القرار الطرابلسي بعد مصادرته من سكان المدينة التي لم تعرف منهم وعلى مدى سنوات سوى تمويل مجموعات من الشبان بالمال والسلاح لخوض معارك داخلية بين أبناء المدينة خلال جولات من الاقتتال بلغت 23 جولة دون الإهتمام بأزمات المدينة ومشاكل أهلها ومعاناتهم بإيجاد فرص عمل لجيش العاطلين والباحثين عن مصدر رزق لم يجدوه سوى في المتاريس. 

  الإنتفاضة الطرابلسية :

وعليه فمن الطبيعي أن ينتفض أهل طرابلس في هذا الاستحقاق الدستوري للانتقام ممن كانوا السبب في إهمال مدينتهم وحرمانها من مشاريع استثمارية تنعشها وتنشلها من براثن الفقر ومستنقعات ووحول الحروب العبثية وتقترع لصالح لائحة اللواء اشرف ريفي الذي وقف دائما إلى جانب مصلحة المدينة وأهلها، ومتسلحا بالمشروع الوطني الجامع الذي رفعه وانتهجه الرئيس الشهيد رفيق الحريري.