انفجرت رمانة القلوب بين رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية ورئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل عبر تصريحات من النوع الثقيل بعد عهود من الجفاء الشخصي، وليس من محاولات لتبريد اﻻجواء بين "بيك زغرتا" و"الصهر العزيز" صاحب اﻻشكالية الكبيرة بالحضور والآداء والخطاب.

 

فبغض النظر عن الكيمياء المفقودة بين الرجلين، فرنجية يسعى لتطوير حالته السياسية وتحويل زعامته المتجذرة في زغرتا صوب تيار سياسي يضم مؤسسات يسعى للتمدد على مساحة لبنان، وترسيخ معادلة حضوره وطنيا، يبدو باسيل طارئا في عالم السياسي يتكل على زعامة عمه الجنرال ورمزيته لتحصيل حيثية سياسية وشعبية.

المسببات وراء هذا النفور ومن ثم اﻻشتباك السياسي والشخصي لا تتصل بالتنافس الرئاسي الحاصل بين فرنجية وعون خصوصا بعد تطور ملفت على هذا الصعيد وتولي فرنجية شخصيا تظهيره عندما كشف فحوى اتصال جرى مع الرئيس سعد الحريري مفاده التحرر من اي شعور بالحرج ان أرادت كتلة "المستقبل" التصويت ﻻيصال عون لسدة الرئاسة.

لعل الجواب الشافي يكمن عند مهندسي العلاقة بين الرابية وبنشعي منذ العام 2005 حتى اﻻفتراق السياسي الحاصل، هؤلاء عملوا دائما على رأب الصدع نتيجة ما اسموه "نزق باسيل ومبالغته في كل شيء" خصوصا في ظل طينة سليمان فرنجية ومزاياه الشخصية من جهة، وعدم بذل باسيل الجهد المطلوب لتطبيع علاقته مع فرنجية جراء اﻻتكال على تحالف حزب الله الذي يجمعهما، فكان إنفجار البركان الذي تطايرت حممه من زغرتا مرورا بطرابلس والكورة وحتى البترون.

ولكن هذا الدوي الهائل مرده لامرين وفق ما قال هؤﻻء لـ "لبنان 24"، اﻻول صعود شامل روكز الصاروخي في بيئة "التيار الوطني الحر" وقواعده والمترافق ايضا مع غرق باسيل بوحول الصراعات والتجاذبات ضمن هيئات الحزب وخارجه، الثاني واﻻهم تسريب معطيات عن حوارات سياسية بدأت عشية اﻻنتخابات البلدية عنوانها التخلص من المأزق الرئاسي، وهي مرشحة للتسارع بعد الزلزال الذي أحدثته، وينبغى على الجميع تدارك نتائجه.

من هنا ليس عبثا الحديث عن طبخة رئاسية قد تفضي لوصول العماد ميشال عون لسدة الرئاسة خلال الصيف الحالي، ضمن سلة سياسية متكاملة تمهيدا لاجراء اﻻنتخابات النيابية في الخريف. وفق هذا السيناريو هناك حتمية تشكيل حكومة تكنوقراط للاشراف على اﻻنتخابات فقط، والتي قد لا تضم جبران باسيل في صفوفها إن اراد الترشح للانتخابات النيابية.

هذه الصورة قد تبدو لصالح باسيل، غير أن المتأمل بوصول عون كما باﻻثمان الذي ينبغي تسديدها للوصول الى سدة الرئاسة وأولها تسهيل الوصول لقانون انتخابات نيابية يسهل عليه اﻻستنتاج بان لا إمكانية لاستمرار عون بدلع الصهر على حساب اﻻخرين، والمترافق ايضا مع خروج شامل روكز من الجيش والتفرغ للعمل السياسي.

 

وفق هذا السيناريو ان تم سيكون شامل روكز امام خيارين: إما يحل وزيرا بالحكومة أو سيترشح من مكان مريح ومضمون، وهو مقعد عمه في كسروان وهي عتبة اولى ليرأس كتلة "التغيير والاصلاح" فيما بعد، وفي الحالتين يعني دخول روكز عالم السياسة وتعقيداتها على حساب جبران باسيل وحضوره.

هنا تبرز المعضلة التي يصعب على باسيل حلها بسهولة، كيف يمكن ضمان الظفر بمقعد البترون؟ خصوصا بعدما تكتلت عقب إنتخابات بلديات البترون جبهة سياسية بوجهه مؤلفة من "الكتائب" و"المردة" والنائب بطرس حرب يدرك جيدا بانها ستضعه امام معركة غير مضمونة العواقب.

 

لبنان 24