بالامس عندما سألت السيد هاني فحص عن تفاصيل دوره في عملية التبادل التي حصلت بين ايران من جهة والمعارضة السورية من جهة اخرى وكانت محصلتها الافراج عن 48 ايراني و2100 سوري حر , كنت متوقعا ان ترتسم على وجه السيد ابتسامة عريضة تعكس بشكل طبيعي الشعور بالرضى لدى بني البشر العاديين عند التحدث عن واحدة من انجازاتهم , الا انه لن اخفي ان صدمتي كانت كبيرة وانا استمع الى بعض تلك التفاصيل ( التي شدد جدا سماحته على عدم نشرها ) بان هناك غصة عميقة تتلمسها سريعا وتراها في تقاسيم وجهه الذي يبوح لك بعدم الرضى الكامل , وكاد يفصح عنها عند اقترابنا بالحديث الى اعزاز !! , وحاولت بدوري انا ان استخرجها  وبشكل نهائي , وهذه المرة ليس بدافع حشرية المعرفة فقط بل رحمة بقلبه الممتليء بكل معاني الحب والانسانية , فكررت عليه سؤالا بعدة اوجه واكثر من مرة حول نفس المضمون

,, سيدنا شو فيك تعمل للمخطوفين اللبنانين باعزاز ؟؟؟؟ الى ان وبعصبيته الهادئة ,, وبتأنيبه الابوي على اصراري , خرجت تلك الغصة اللعينة مع اقترابه مما يشبه الصراخ في وجهي ... ( افهم ... بالاخر انت بتعرف انو انا شخص ومش جهة ,, وما فيي احمل مبادرة من هيدا النوع او كون وسيط اذا ما حدا من الطرفين اجا وطلب هيك مهمة ,,,,, يتفضلو يشرفو وانا حاضر دائما ,,, وكل علاقاتي وامكانياتي وجهودي بخدمة هيدا الموضوع ,,, وشو فيني اعمل اذا ما حدا سألان عنهم ؟ ) ... وسكتَ , وسكتُ ,,, وشربنا الشاي على امل ان تسأل الجهات المعنية عنهم ليعود حينئذ  المخطتفون اللبنانيون  الى اهاليهم . عندها فقط تزول غصة السيد ..