خلال الاجتماع الذي أقامه النواب الجدد لمجلس الشورى الإسلامي الإيراني مساء الجمعة تمهيداً لبدء الدورة العاشرة للبرلمان، قال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس للحرس الثوري: إن الأمريكيين لم ينحجوا في الحصول على أي انجاز في تسوية ملفات الشرق الأوسط، ووصلوا إلى القناعة بأن لا حيلة لهم إلا التفاوض مع إيران بشأن النطاق العربي.

  واضاف سليماني بأن الولايات المتحدة فشلت في الشرق الأوسط، بسبب قيام الثورة الإسلامية في إيران، ولهذا تنوي إعادة قوتها بدءا من غرب آسيا.
  وربما يكون تصريح سليماني حول المفاوضة الأمريكية - الإيرانية بشأن المنطقة العربية يكشف عن الموقف الحقيقي للمرشد الأعلى آية الله خامنئي تجاه المفاوضة مع أمريكا، حيث أن الأخير لديه موقفان يتراوح بين الرفض والقبول، فإنه يقول مرة بأنه لا يعارض المفاوضة مع أمريكا بشأن المواضيع الأخرى غير الشأن النووي، بحال تلمسنا منهم الثقة والصدقية والجدية، ومرة يقول بأن المفاوضة مع الولايات المتحدة في أي موضوع غير الموضوع النووي خط أحمر لن نسمح بتخطيه.

  ولكن ما يقول قاسم سليماني هو أدق تفسير لموقف خامنئي الحقيقي، فإنه أوكل شؤون الشرق الأوسط إلى سليماني ويقول الخبراء بأن سليماني هو صانع القرار الإيراني بشأن الشرق الأوسط.

  وصرّح سليماني بأن الأمريكيين نجحوا في صنع الثقة ولكنهم فشلوا في تحقيق أي إنجاز في أي مجال.

  هذا ويعتبر الرئيسان الإيراني حسن روحاني و الأمريكي باراك أوباما بأن الحصول على الاتافق النووي كان انتصاراً للدبلوماسية.

  وأضاف سليماني بأن استمرار التدخل السعودي في اليمن هو محض جنون، ولو كان يُقدّر لها النجاح في اليمن لكانت تحدث حرب أفي المنطقة من دون أن يُعطي تفاصيل عن تلك الحرب التي كان يتوقعها بحال انتصار السعودية.

  وتوعد سليماني المملكة السعودية بتنقل عدوى الفوضى من اليمن إلى السعودية، لأن مصير اليمن سيكون مصير أفغانستان ذاته، حيث أن الفوضى الأفغانية انتقلت إلى باكستان سوف لم تأمن السعودية ّ الفوضى اليمينة، خاصة وأن أنصار عبد الملك الحوثي يتجاوز مليون مسلحاً.

  إيران تستمر بدعمها للحوثيين، وبالرغم من أنها لم تتمكن من تغليب الحوثيين في توازنات القوى في أرض المعركة ولكنها تعتبر بأن فشل قوات التحالف السعودي في حسم المعركة وجلوس السعوديين على طاولة المفاوضات مع الحوثيين بحد ذاته انتصار كبير للحوثيين.