عابرة غربة – يحيى يسين

 

أصداءُ الليلِ بعينيْها
كلماتٌ مِنْ همسِ المحظورْ
نارٌ تنسَلُّ بدونِ النورْ
نهمٌ يَستغرقُ في الإيحاءْ
أرضٌ تَسعى لبلوغِ سماءْ
دربُ مطافِ الرغبةِ والحرمانْ
هذيانٌ يدفعُهُ هذيانْ
أصداءُ الليلِ بعينيْها
مرآةٌ مِنْ نسجِ المجهولْ
تعكسُ وجهِيْ في كلِّ نداءْ
تقطُرُ أهواءْ
تخفيْ سرًا يغشاهُ الحبُّ
يلوُحُ طلولْ
يذويْ يتأرجحُ في تابوتْ
قد أُوقِدَ فيهِ زفيرُ الموتِ
وليسَ يموتْ
تُبديْ رجعًا لشذاهَا المُلهَبِ كالياقوتْ
نظراتُكِ تفتننيْ
لكنِّيْ
يا حالمةً محضُ ظنونْ
أنا ميْتٌ يطفو فوقَ البحرِ
ولستُ سفينْ
بعزائِيْ مسكونٌ …
مسكونْ
أنا جِدُّ حزينْ
الآاااهُ تهرولُ في جسدِيْ
والروحُ على الأعتابِ ركامْ
أُترِعتْ ظلامْ
في منفايَ أروغُ أدورْ
كعقاربِ حُلميْ المهدورْ
أاااااااهٍ ما أقسى الأحلامْ
كلُّ رصيفٍ يحفظُ رسميْ
فأنا الغربةُ والغرباءْ
وأنا ما تاهَ مِنَ الأسماءِ
ولستُ أُرامْ
أويَسْكُنُ نبضُ العشقِ فؤادًا
كانَ هباءْ؟!
أويُحْفَظُ ماءٌ دونَ إناءْ؟!
يا سيدتيْ
مَنْ حملَ الغربةَ والمنفَى
في جَنبيهِ
لا يَعشقُ أبدًا حينَ يشاءْ

يحي ياسين