اليوم وفي 25 أيار يستذكر الجنوبيون ذكرى التحرير، يتداولون صورًا للمآسي التي عانوها إبان الإحتلال الإسرائيلي ويتغنون بالانتصارات التي حققوها مطلقين شعارات الحرية التي حصلوا عليها بعد أن روت دماء الشهداء أرض الجنوب لتزهر عزا ونصرًا.

واليوم في مهرجان النبي شيت في بعلبك ستطلق النداءات "لبيك يا نصرالله" وسترفرف الرايات الصفر غرورا بما أنجز في ذلك الوقت وتزامنا مع هذا الزهو المزيف سيكون حاملو هذه الرايات نفسها في سوريا يساعدون النظام السوري الإرهابي على احتلال إرادة الشعب وسيكونون نفسهم يغتصبون أرض الثورة المحقة إمّا بقتل المدافعين عن أرضهم، وإمّا بمساندة الظالم.

نعم.. هذا ما سيحصل اليوم وما يجري كل يوم في أرض سوريا الشقيقة، اغتصاب للأرض، قتل لإرادة الشعب، وكم الأفواه بالصواريخ والمدفعيات والمخزي أنّ من نادى بالحرية للجنوبيين ومن دحر العدو الصهيوني عن لبنان عام 2000 تحوّل إلى محتل غاصب لأرض شقيقة لبنان في العروبة وقاتل لإخوانه في الإنسانية.

وفي سياق ما ذكرنا، فإنني لا أجد فرقا بين عدو احتل أرض الجنوب وأخ احتل أرض سوريا إذ أنّ الطعن في الظهر من شيم "الأقارب" وكذلك فعل أصحاب الرايات الصفر بإخوانهم الذين يبحثون عن الحرية فوقفوا إلى جانب الإرهاب ودعموه ضد الشعب.

ولأنّ التحرير لا يكون فقط بتحرير الأرض فإن حزب الله أيضًا يحتل كل يوم مئات عقول الشباب ليحثّهم على التوجه إلى سوريا والمشاركة في القتال خدمة للمشروع الفارسي وامتداده.

وإن كان منع الشعب السوري الشقيق من التعبير عن رأيه وحقه في اختيار من يمثله يعتبر من ضمن الدفاع عن سوريا فلا فرق إذًا بين احتلال اليهود لأرض الجنوب واحتلال حزب الله لأرض سوريا.